المعلم دا فينشي في افتتاح مهرجان بيروت للأفلام الفنّية الوثائقية
بيروت (رويترز) – على الرغم من الأوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان انطلقت مساء الخميس النسخة الخامسة من مهرجان بيروت للأفلام الفنّية الوثائقية (باف) في الجامعة الأمريكية في بيروت تحت عنوان ”التغيير“.
وافتتح المهرجان بعرض فيلم (ليوناردو-الأعمال) من إنتاج عام 2019. ويعرض هذا الفيلم على مدى 85 دقيقة محطات من حياة المعلم الإيطالي ليوناردو دا فينشي (1452-1519) الذي يعتبر أحد أعظم عباقرة البشرية الذي وصف بأنه رمز عصر النهضة.
وبدا الفيلم وهو من إخراج البريطاني فيل جرابسكي وكأنه معرض جوال لأهم لوحات دا فينشي حيث تدور بين مدن عدّة لملاحقة لوحات المعلّم الإيطالي. بين لندن، وفلورنسا وباريس وسان بطرسبرج، يدخل الفيلم إلى المتاحف والمعارض العالمية للبحث عن أبرز أعمال دافنشي.
ويعد الفيلم رحلة حصريّة تسبر أغوار كلّ لوحة منسوبة إلى ليوناردو دا فينشي بنوعية فائقة الدقّة وعالية الوضوح غير مسبوقة على الإطلاق.
وتواكب كاميرا المخرج كرابسكي رحلة دافينشي من خلال لقاءات مع خبراء وأمناء متاحف ومؤرخين عالميين الذين يستعرضون أشهر أعمال دافينشي ومن بينها لوحات (موناليزا) و (العشاء الاخير) و (مخلص العالم) وغيرها.
وكان المهرجان قد تأجل من أوائل نوفمبر تشرين الثاني بسبب المظاهرات ضد النخبة الحاكمة في لبنان والتي أدخلت البلاد في اضطرابات سياسية تزامنا مع أزمة اقتصادية حادة.
والاضطرابات الحالية المستمرة من 17 أكتوبر تشرين الأول والتي تمثل إحدى أسوأ فترات الاضطرابات منذ انتهاء الحرب الاهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990 تختلف عن حالات التوتر السابقة بسبب الضغوط المالية التي أفضت إلى ندرة الدولار الأمريكي وإضعاف الليرة اللبنانية.
وقالت رئيسة المهرجان أليس مغبغب كرم ”هذه الإنطلاقة الصعبة للدورة الخامسة لمهرجان بيروت للأفلام الفنية الوثائقية في الظروف الأكثر صعوبة التي نعيشها، نريدها ونعلنها مشاركة في ثورة اللبنانيات واللبنانيين في سبيل وطنهم ومستقبل أبنائهم“.
وأضافت ”رغم التراجيديا التي تعصرنا عندما نرى شبابنا ينتحرون هربا من ذل الفقر نصرّ عبر هذه العروض على إظهار ما يختزنه بنات وأبناء بلادي من طاقة وجمال وإبداع عبر مشاركتهم في التكريم العالمي لكبير من مبدعي عصر النهضة“.
وقالت ”اشتراكنا في تكريم ليوناردو دا فينشي هو فعل إيمان بأن نهضة لبنان قادمة بفضل ثورة شعبه، بفضل وحدة أبنائه، بفضل شجاعة نسائه …بكل المدن والبلدات . علاقتنا بهذه المدن والبلدات وطيدة وحميمة. ونحن نفخر برسالة المشاركة في تحسس الجمال الفني والدفاع عن البيئة، التي أوصلناها إلى كل المدن والبلدات اللبنانية، عبر الجامعات والمدارس والمراكز الثقافية، سنة بعد سنة دون توقف“.