وريون لا يرون أملا في الاتفاق بين بوتين وأردوغان ويتساءلون عن الهدف منه من خليل عشاوي
أعزاز (سوريا) (رويترز) – لا يمثل أحدث اتفاق بين روسيا وتركيا للحد من القتال في شمال غرب سوريا أهمية تذكر للمزارع أبو علي.
يعيش أبو علي مع زوجته وأطفالهما في خيمة رثة داخل مخيم يتناثر به الركام منذ فرارهم من القصف في منطقة إدلب. لكنه لا يعتقد أن الهدنة ستتمكن من وقف الصراع أو السماح له بالعودة مع أسرته إلى موطنه يوما ما.
ويشكك أبو علي، البالغ من العمر 49 عاما، في تأثير الهدنة ويتساءل ”ما الهدف من وقف إطلاق النار إذا لم يتمكن الناس من العودة إلى موطنهم؟“. ويضيف ”قد لا أعود أبدا إلى موطني. ما وجه استفادتي من ذلك (الاتفاق)؟ سنظل عالقين بقية حياتنا“.
وأودت الحرب السورية، التي تدور رحاها منذ تسع سنوات، بحياة مئات الآلاف من الأشخاص ودفعت الملايين إلى اللجوء ودمرت مدنا بأكملها في ظل فشل هدنة تلو الأخرى.
ويقول كثير من السوريين، الذين يعيشون في مخيمات مؤقتة وينامون في بساتين الزيتون بشمال غرب البلاد، آخر أكبر معاقل مسلحي المعارضة، إنهم فقدوا الأمل في أحدث اتفاق أبرم مؤخرا.
ويخشى البعض مثل أبو علي من العودة إلى موطنه قبل التوصل إلى حل سياسي يضمن سلامتهم بينما يعارض آخرون استئناف حياتهم تحت حكم الرئيس السوري بشار الأسد. وأغلبهم لا يثق حتى في أن الأطراف المتحاربة ستحافظ على الهدنة.
وبعد ساعات من وقف إطلاق النار، وقعت اشتباكات دامية في إدلب يوم الجمعة مما كشف هشاشة الاتفاق بين روسيا، التي تدعم الأسد، وتركيا، التي تدعم مسلحي المعارضة لكن ليس لديها سيطرة كبيرة على المسلحين الإسلاميين في إدلب.
ويستهدف الاتفاق بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان وقف العمل العسكري لكنه لم يتطرق إلى سبل عودة النازحين أو الحماية من الهجمات الجوية.
وأدى أحدث هجوم للجيش في الشهور الثلاثة الأخيرة إلى نزوح نحو مليون شخص في شمال غرب سوريا.
ولا يعرف محمد شهاب الدين ما إذا كان منزله لا يزال قائما منذ فراره من القصف الجوي ودخول قوات الجيش قريته قبل شهرين.
ويقول عامل البناء الذي يبلغ من العمر 30 عاما ”الاتفاق بين بوتين وأردوغان ليس جيدا.. ما الجيد فيه إذا تم تهجيرنا وتدمير منازلنا؟ لم يبق لنا شيء. اليوم نحن نعيش في خيام. الاتفاق غير جيد ولا يوجد أحد مقتنع به“.