مع حصار 400 ألف في غرب الموصل و “الأسوأ لم يأت بعد”
جنيف/الموصل (العراق) (رويترز) – من ستيفاني نيبيهاي وباتريك ماركي – قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يوم الخميس إن نحو 400 ألف مدني عراقي محاصرون في الحي القديم بغرب مدينة الموصل العراقية الذي يسيطر عليه تنظيم الدولة الإسلامية في ظل نقص الغذاء والاحتياجات الأساسية بينما تدور حولهم معركة حامية الوطيس بين المتشددين والقوات الحكومية.
ويخشى الكثير من المدنيين الهرب بسبب قناصة تنظيم الدولة الإسلامية وألغامه. لكن برونو جيدو، ممثل المفوضية في العراق، قال إن 157 ألف شخص وصلوا إلى مركز استقبال مؤقت خارج الموصل منذ بدأت الحكومة العراقية حملتها بغرب الموصل قبل شهر.
وأضاف جيدو “الأسوأ لم يأت بعد… لأن وجود 400 ألف شخص محاصرين في الحي القديم في حالة الذعر والبؤس تلك، ربما يؤدي حتما إلى تفجر الوضع في مكان ما وفي وقت ما لنجد أنفسنا أمام تدفق جديد على نطاق هائل.”
وتركز القتال في الأسبوع الماضي على المدينة القديمة واقتربت القوات النظامية إلى مسافة نحو 500 متر من جامع النوري الكبير الذي أعلن منه أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في يوليو تموز عام 2014 إقامة دولة الخلافة التي تضم أجزاء من العراق وسوريا.
ويتراجع مقاتلو التنظيم المتشدد حاليا في حين يتعرض معقلهم في سوريا للهجوم كذلك. لكنهم ما زالوا يسيطرون على ما يقدر بنحو 40 بالمئة من غرب الموصل وقد تستغرق المعركة لاستعادة هذا الجزء أسابيع.
وأوقفت الحكومة عملياتها يوم الخميس بسبب الطقس الغائم الذي يصعب معه توفير دعم جوي. وقال متحدث باسم الشرطة إن تعزيزات الشرطة الاتحادية تحركت لاحقا صوب المدينة القديمة وتستعد القوات لاقتحام المنطقة واستعادة المسجد.
وأضاف “العشرات من قناصة داعش (الدولة الإسلامية) لا يزالون متمركزين على أسطح المباني العالية في المدينة القديمة مشكلين تهديدا لجنودنا.
“ننتظر تحسن الطقس كي تقضي الضربات الجوية على قناصة داعش وتمهد الطريق للتقدم الوشيك وتقلل إلى أدنى حد الضحايا بين قواتنا.”
وقال رقيب بالشرطة يدعى محمد يحتمي في فيلا خاوية على بعد 300 متر من الجبهة وسط إطلاق متقطع لقذائف المورتر ونيران القناصة من مواقع الدولة الإسلامية “إنهم يستخدمون كل شيء ضدنا الآن.”
وانضم وليد، وهو نازح من حي على أطراف المدينة القديمة، إلى أسر أخرى يجري نقلها بالشاحنات إلى مخيمات.
وقال لرويترز “الجميع جائع.. فلا طعام والناس يتضورون جوعا. غادرنا الليلة الماضية عندما فتح الجيش الطريق لنا.”
* ليال باردة وطعام قليل.
وقال جيدو ممثل مفوضية اللاجئين في العراق متحدثا من حمام العليل على بعد 20 كيلومترا إلى الجنوب من الموصل إن عدد المدنيين الذين يخرجون من المنطقة يزداد وإن ما بين ثمانية آلاف و12 ألفا يصلون يوميا لمركز استقبال النازحين.
وأضاف “سمعنا روايات كذلك عن أناس يفرون تحت جنح الضباب في الصباح الباكر وآخرين يهربون ليلا أو يحاولون الهرب في أوقات الصلاة حيث تكون المراقبة عند نقاط تفتيش داعش أقل.”
وإمدادات الغذاء والوقود والكهرباء شحيحة في المدينة القديمة.
وقال جيدو “بدأ الناس يحرقون أثاثا وملابس قديمة ومنتجات بلاستيكية وأي شيء يمكنهم حرقه للتدفئة أثناء الليل لأن الأمطار ما زالت غزيرة ودرجات الحرارة تنخفض كثيرا أثناء الليل.”
وأضاف “كلما قل الغذاء زادت حالة الذعر والرغبة في الفرار. وفي الوقت نفسه يزيد (عدد الفارين) لأن قوات الأمن تتقدم وأصبح المزيد من الناس في وضع يسمح لهم بالفرار مع انحسار المخاطر.”
ومعركة الموصل، آخر معقل كبير للدولة الإسلامية في العراق، في شهرها السادس حاليا مع سيطرة القوات العراقية المدعومة من تحالف تقوده الولايات المتحدة وغارات جوية ومستشارين في الوقت الحالي على الجانب الشرقي من المدينة وأكثر من نصف جانبها الغربي.
ويُعتقد بأن البغدادي وقادة آخرين غادروا المدينة لكن مقاتلي الدولة الإسلامية يقاومون بنشر القناصة بين السكان وباستخدام السيارات والشاحنات الملغومة لاقتحام المواقع العراقية. ويقدر المسؤولون الأمريكيون أن نحو ألفي مقاتل لا يزالون داخل المدينة.