صلاة “الفاتح”.. القذافي وعزيز ولوحة المفاتيح/ الشيخ بكاي
بعد قطع السلطات لكل شك حول العلاقة مع أبناء العمومة بني إسرائيل نويت أن أبايع الرئيس محمد ولد عبد العزيز بيعة مدوية تتناقلها الأجيال بعد موتي وموته. لكن ” بيعة مدوية ” أخري ستتناقلها الأجيال بعد موت من عقدوها سحبت البساط من تحتي ومن تحت الرئيس أيضا.
وعلي الرغم من الصدمة التي أصابتني لحرماني من الأضواء، فإن شعورا بالغبطة تسلل إلي نفسي، فبيعتهم سهلت مهمتي مع قلمي الذي لم يعتد قول الخير في حاكم. …
حينما زلزلت الأرض من تحت قدمي ومن تحت ” أقدام ” السلطة.، قلت لهذا القلم الرافض للمعروف: ” بايع رجلا من رمل هذه الأرض، وإلا لطختك بطين بلاد أخري”.
وهددته أيضا بأن أبايع لوحة مفاتيح الكومبيوتر و”أتجاوزه “؛ وليس التجاوز بالصعب، فهو لن يكون أكثر من نقطة حمراء، والوقت وقت تجاوز النقاط الحمر… وأفضاله علي لن تكون أكبر من أفضال وطن علي أهله…
ثم إن لوحة المفاتيح هذه لها نكهة، فالمفتاح و” الفاتح” من الأصل نفسه… سأبايعها إذن ولم يعد الأمر مجرد تهديد
*** *** ***
كلنا “مبايعون”، ولا أحد أفضل من الآخر:
أنا أبايع ” الفاتح من الكومبيوتر” ( لوحة المفاتيح).. وهم يبايعون الفاتح من سبتمبر.. ولوحة المفاتيح تبايع الجنرال ( السابق) محمد ولد عبد العزيز. و”هم” يبايعون العقيد معمر القذافي… والبلد يردد خلفــــ”هم” ورد صلاة “الفاتح” التي أمها في نواكشوط الثائر المسلم معمر القذافي السنة الماضية.
رحم الله أيام طيبي الذكر الرئيسين معاوية ولد الطايع ومحمد خونا ولد هيدالة,,,وقد بحثت عن كلمة تعبر بالفصحي عن ما تعطيه عبارة ( كجكم) فلم أجدها، ولذا أعربها هكذا: “كجكما” ( بهذه البيعة وتلك الصلاة).
*** *** ***
هم أعلنوا البيعة عبر الوكالة الليبية ” جانا”. وأنا أعلنها عبر ” مورينيوز”..
هم بايعوا العقيد الليبي علي أن يأتمروا بأمره… وأنا أبايع ” الجنرال” الموريتاني علي أن أدافع عن قراراته الصائبة وأنصفه، ولكن لن أطيع أمره في حال الخطأ..
ولكن لم أفسد الود الآن مع عزيز..؟ فها هو الرئيس يستحق بيعة مفادها أنه استمع إلي نبض شارعه كما يفعل القادة الأذكياء القريبون من شارعهم… لقد كان في قطعه العلاقات نهائيا مع إسرائيل أكثر قومية من كل هؤلاء المتشدقين بها… إني أشد علي يدك … أنت شجاع… وأصفك بالشجاع لأنك قمت بما لم يقم به غيرك… لم أتوقع من الآخرين إرسال جرافات تدك مبني السفارة الاسرائيلية ومقر السفير. توقعت فقط كلمة ولو خفيضة تخرج من أفواههم، لكنهم لم يفعلوا.
وتوقعت من مرشحين للرئاسة لم ” تقيدهم المسؤولية” بعد، أن يرفعوا شعار قطع العلاقات ليجذبوا الناخبين، لكن فوجئت بأن مرشحا معارضا رئيسيا كان يغضب من الصحفيين حينما يسألوه هل سيقطع العلاقات إذا ما هو فاز…
*** *** ***
هل ابتعدت كثيرا من أصحاب “البيعة الليبية”؟ …قد أكون بايعت القائد الليبي في شكل غير مباشر، فأنا بايعت الرئيس عزيز في موضوع قطع العلاقات مع إسرائيل، والشيخ الفاضل عثمان ولد الشيخ أحمد ولد ابوالمعالي رئيس حزب الفضيلة قال إن الفضل في قطعها يعود إلي الزعيم الليبي لا إلي الرئيس الموريتاني . قال عثمان حرفيا أمام القذافي: ” ….. من ذلك قطع العلاقات مع اسرائيل ، أنتم لكم الفضل الأول والأخير فيه، وإن كنا طالبنا وقمنا وتحركنا ، ولكن الفضل الأول والأخير يرجع إلى مواقفكم وضغطكم المستمر فيه”.
ثم إنني ناصري من هذا التيار القومي الذي قال النائب الخليل ولد الطيب مخاطبا الزعيم الليبي عنه:
“أخي القائد بعد اللقاء الذي شرفتموني به السنة الماضية وحديثكم عن هموم الأمة وعن تشرذم التيار القومي ، ودعوتكم بضرورة توحيد هذا التيار واستعدادكم لاحتضانه ، نقلت هذه الرسالة الشريفة إلى القيادات القومية في الساحة الموريتانية ، ودخلنا في مناقشة هذا الموضوع ، واتفقنا بإرادتنا الحرة على أن نتوحد كتيار قومي إسلامي في الساحة الموريتانية تحت قيادتكم”.
والأمر الثالث الذي يجعل ” البيعات” تتداخل هو أني من هذا البلد الذي صلي العام الماضي خلف الزعيم الليبي ولا يبدو أن بيعة رجال وأحزاب سياسية منه لرئيس دولة أخري ( لن أقول أجنبية ) يحركه، والتفسير المنطقي المتاح هو أن البلد في حال ” فيضة ” صوفية يردد ورد صلاة العام الماضي.
الشيخ بكاي