canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
خطوط على الرمال

ضد ثورات “العقال” و “المدفع” و”القلم” / الشيخ بكاي

مثل الرئيس محمد ولد عبد العزيز أعتز بأن “الإسلام دين الدولة والشعب”، ومثله أيضا أرى إرسال الديمقراطية وحرية الرأي إلى الجحيم حينما يتعلق الأمر بالعقيدة والمقدسات الدينية.

ومع أن المجال لا يتسع الآن لشرح ما هي “العِلمانية”، أقول من دون تردد إنني أتفق معه في رفضها بالمعنى الدال على “فصل الدين عن الدولة” في بلد أهله كلهم مسلمون.. وأعنى بالدين هنا الإسلام النقي البعيد عن الفكر الرجعي المدمر، و”التفصيلات” الجاهزة التي يغطي بها المتخلفون، والجبابرة والحالمون بالتجبر سوءاتهم.

نحن متفقان إذن… بل إنني فوق ذلك أثمن عاليا خطابه الأخير في “ولاته”، وذلك الذي سبقه أمام محتجين على “مكتوب” يسب نبي الرحمة.. لقد التقط رسالة شعبه المسلم، و”تحدث” هو أيضا مسلما ديس معتقده.

***** ******* ****** ***** *****

وعد الرئيس بحماية المقدسات واتخاذ كل الإجراءات الضرورية من أجل ذلك… وهنا يسلك كل منا طريقه: أنا مواطن بسيط ليس لي من الأمر شيء، وهو رئيس الموريتانيين وفي يده السلطة، وبمقدوره الوفاء بوعوده وعهوده، وهو مسئول أمام الله وشعبه عن ذلك… ذاك أمر يخصه..

غير أني”سأنتهز” فرصة وعده فأطلب أكثر من مضمون خطابه. ولن يلومني أحد على “انتهازيتي” فالرئيس محاط بالانتهازيين، ولا يزعجه ذلك.

لن أطالب بإعدام صاحب “المكتوب” الذي سب نبينا عليه أزكى السلام، فهو بين يدي العدالة، وليس لي ولا لغيري الحق في التأثير على مجرى العدل.

ثم إن علاج أعراض مرض والإبقاء على مسببه عمل عبثي لا يفيد.. نحن في حاجة إلى استئصال الأورام، لكن أيضا إلى الوقاية.

أقدر للرئيس عزيز فهمه أن تكميم الأفواه غير ممكن، وغير مقبول، وغير وارد؛ وأعتز- وأنا الذي جرب السجن، والمنع من الكتابة، والمضايقات – بأني الآن أستطيع قول ما أريد.. لكن هل ندرك كلنا أن هناك ما لا يقال، وما لا يفعل؟

الديمقراطية من دون ضوابط فوضى ماحقة، وهي من دون عدالة اجتماعية لعبة سخيفة مكشوفة… و” الدولة من دون هيبة” دعوة صريحة إلى التفكك .

لن يفهم أي عاقل من هذا أني أدعو إلى تضييق الحريات العامة، فذلك فهم سقيم لا أتوقعه..

المقصود هنا هو أننا نحتاج إلى ديمقراطية مسؤولة وحقيقية، وإلى نظرة جادة، صادقة، وخالية من “الفولوكلور” السياسي ، في أي مَظْلِمَة يرفعها أي موريتاني، وإيجاد الحلول الدائمة لها؛ وفي الوقت ذاته رفض “الابتزاز” القبلي و “الفئوي” الذي هو تجارة رابحة منذ عقود.

الإنصاف مطلوب لكنه لا يعني بأي حال من الأحوال محاكمة واقع اجتماعي تاريخي مضى، فنحن أبناء اليوم..

ليتصور القارئ معي خطورة أن تنطلق قبائل لم تحمل السلاح في الماضي، في الانتقام من أخرى كانت تستند إلى بنادقها في فرض إرادتها على الغير.. .. أو أن تسعى قبائل تعرضت لما يشبه الإبادة في معارك معينة إلى الانتقام من تلك التي أبادت فرسانها وسبت نساءها…

وليس عدلا أن تقوم حرب الآن بين اثنتين من قبائل الزوايا – مثلا- لأن واحدة رفضت في الماضي تزويج بناتها لرجال الأخرى، أو لأنها ما زالت ترفض ذلك..

إن طموحاتنا في القرن الواحد والعشرين ينبغي أن تتجه إلى إقامة دولة “مدنية” مواطنوها متساوون في الحقوق والواجبات.. دولة تقوم على حرية سياسية كاملة ذات قواعد صلبة، تحميها ديمقراطية خاضعة لسلطان القانون؛ وقائمة على أسس “التعددية الحزبية”، والاعتراف المتبادل بحق الاختلاف في مجتمع متعدد الأعراق والثقافات، لكنه يحترم الثوابت.

يجب أن يكون طموحنا إرساء عدالة اجتماعية تستند إلى تنمية شاملة يستعيد فيها القطاع العام دوره معتمدا على التخطيط العلمي، وأساليب الإدارة الحديثة، بعيدا عن البيروقراطية المتعفنة؛ وينمو ضمنها قطاع خاص تساهم من خلاله الرأسمالية الوطنية في النهوض بالبلد مستفيدة في شكل عادل من كل الحوافز المتاحة.

يجب أن نوجه جهودنا نحو توزيع عادل للثروة يقوم على تكافؤ الفرص، ويكفل للموريتاني الحق في التعليم الجيد، والصحة، والرعاية الاجتماعية، والعمل، ويذيب الفوارق بين طبقات المجتمع سلما .

علينا رفض استمرار القبلية “المتخلفة”؛ وما دمنا نرفضها فإننا- وأقولها مدوية- نرفض السقوط في “الفئوية”… ويخطئ من يعتقد أنه يقدم خدمة لموريتانيا بالسير في هذا الاتجاه.

لقد اضطرت القبلية إلى “الاستحياء” في وقت ما، بفضل جهود الحركات القومية واليسارية، لكنها كشفت عن وجهها في شكل أكثر وقاحة حينما جعلت منها الأنظمة التي تعاقبت على الحكم طريقة لمكافأة هذه المجموعة أو تلك، أو مضايقتها، وخطب ود هذا الزعيم أو ذاك، أو إضعافه وخلق قائد بديل مطواع.

ولا أعتقد أن صاحب عقل راجح يستطيع التفكير في محاربة الرموز التقليدية والزعامات الوارثة للنفوذ، أو البنية القبلية نفسها بتفكيك هذه إلى فئات متصارعة تلعن كل واحدة منها أختها…

لن أقول مع خصوم الرئيس عزيز إنه يفتح موريتانيا للفوضى عن قصد بهدف إلهاء الموريتانيين بمعارك جانبية عن أمور البلاد. فهذا كلام لا يستند في رأيي إلى منطق قوي سليم.. فماذا يربح رئيس من حكم شعب ممزق واقف على حافة الانفجار؟.. ما ذا يربح رئيس من تعميق الأحقاد الفئوية والعرقية في بلده..؟

ولا يمكنني أيضا أن أقول مع آخرين إن “الدولة” غائبة وضعيفة.. هي موجودة وقوية، وتتشدد في أمور معينة وتنفذ ما تريد..

يبدو أنني أطلت وتجاوزت محتوى كلام الرئيس وهذا -كما أسلفت- ما قد يكون “انتهازية” و” طمعا”، لكن شفيعي في ذلك أن الطمع هو المحرك الأساسي للكثير من أزماتنا.

يبقى لي فقط أن أقترح على “الدولة” عقد “صفقة” مع نفسها تخفف بموجبها من الصرامة الزائدة في بعض أمور”السياسة”، ليتسنى لها إدخال جرعة من الحسم في أمور أخرى.

يمكنها مثلا أن تتسامح مع الخصوم السياسيين، وتستخدم الصرامة والحسم في وجه من يرفع شعارات “القبلة” و “الشرق”… و”المدفع” و”القلم” و”العقال”…

[1]

تاريخ النشر 14.01.2014
حواشي

[1] ** ملاحظة: للقارئ غير الموريتاني: “القبلة” تعنى الغرب، و”الشرق” هي كما هي بالعربية، و”القلم” يدل على طبقة “الزوايا” ( الطبقة المتعلمة في المجتمع القديم)، و”المدفع” يدل على ” العرب” في المصطلح الموريتاني القديم، أي حملة السلاح، و”العقال” يعني قطعة الحبل التي تعقل بها الناقة وهو هنا يدل على من كانوا يمارسون مهنة تنمية الماشية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى