ما كلنا هكذا…/ الشيخ بكاي
لم أحصل قط على أي وظيفة، أو عقد، أو أي امتياز من أي نوع من الحكم الحالي، ولا أدعمه بمقابل..
ولو كنت من الذين يبيعون مواقف لكنت أغنى من كل “التيفاية” لأنني أملك أدوات العمل الضرورية وأعرف كيف أسوق..
أفهم أن الانسان يميل إلى أن يُسقط ما يعرف في نفسه على الآخرين، وأتفهم ألا يستوعب البعض في بلدنا “الموبوء” أخلاقيا أن يدعم شخص جهة لا تحقق له مقابل دعمه مصالح شخصية..
لكنني في الوقت ذاته أتوقع من العقلاء ( على الأقل) أن يقبلوا وجود فروق فردية واستثناءات. هذا إذا لم يكونوا يدركون أن الموقف الطبيعي هو ألا تباع المواقف الوطنية..
نعم.. أنا أحصل على مقابل هو ما يتحقق للبلد من مصالح وإصلاحات تأتي في شكل تدريجي، لكنه أكيد، واثق، ويدعو إلى التفاؤل…
حينما التقيت بالرئيس غزواني للمرة الأولى قبل أن ينتخب، كتبت أني أتوسم فيه خيرا للبلد، وواصلت دعمه على أساس ما أتوسم فيه.. وظلت “أتوسم” كلمة مفتاحية في ما أكتب إلى ما بعد الانتخابات بفترة..
وبعد أن انتخب رئيسا ازدادت ثقتي في ما اعتقدت.. وتوطدت الثقة أكثر مع مرور الوقت..
موقفي ليس مشروطا بمصلحة شخصية.. الشرط الوحيد يتعلق باستمرار الحكم على الطريق الصحيح ( من وجهة نظري)..
أنا أعمل، ولي مكتب أستقبل فيه الصحفيين وغيرهم ويمدني بالحد الأدني من الدخل.. وعملي يدخل في صميم تخصصي وخبرتي.. ولم يتدخل أي مسؤول حكومي في حصولي عليه، وهو لا يتطلب ذلك.. وأعتقد أنه لا فكرة لدى كبار المسؤولين المعنيين عن هذا العمل البسيط الذي أمارس..
هناك ماهو مهم جدا على المستوى الشخصي، هو أنني أنال الاحترام والتقدير من قيادة البلد.. وأعبر عن رأيي في الشأن العام بالطريقة التي أريد..