فى مهرجان الختام… ولد عبد العزيز يهاجم المعارضة والشيوخ .. ولا مفاجآت
شن الرئيس الموريتاني مساء اليوم فى مهرجان الختام قرب مكاتب المطار القديم هجوما لاذعا على مجلس الشيوخ والمعارضة المقاطعة ، متهما إياهم بتلقى الرشاوى والتطرف وعدم الواقعية، دون أن يكشف عن المفاجآت التى وعد بكشفها مرارا وتكرارا فى مهرجاناته السابقة
ولد عبد العزيز شكر سكان ولايات نواكشوط الثلاث على تواجدهم المكثف في هذا المهرجان الختامي الذي يترجم فهمهم لتوجهات الدولة وتثمينهم للمسار الذي تنتهجه حسب تعبيره،كما شكر القواة المسلحة وقواة الأمن، مضيفا “أن تضحيات شهدائنا مكنت من المحافظة على موريتانيا عربية افريقية اسلامية توفر الأمن لجميع مواطنيها دون استثناء”.
وقال: “إن تواجدكم بهذا الحجم لم يسبق له مثيل منذ نشأة الدولة مما يعطي رسالة يتعين فهمها حتى من طرف المعارضة المتطرفة التي تكابر وتشكك عندما يتعلق بخيار الشعب الموريتاني وإرادته”.
وأضاف: أن هذا الحشد الذي ملأ الساحات والشوارع الكبرى لمدينة نواكشوط هو الذي يعكس الوجه الحقيقي للشعب الموريتاني ويحشر المعارضة المتطرفة في فضاءات الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي”.
وقال “إن التعديلات المقترحة ثمرة حوار سياسي شامل بين الأغلبية الرئاسية والمعارضة المحاورة المسؤولة والبناءة والتي وقفت فى وجه المعارضة الوهمية واختارت وانحازت لمصلحة الجمهورية الإسلامية الموريتانية.
وأضاف أن هذه التعديلات تشمل ملحقين أولهما يتعلق بتحسين العلم الوطني بإضافة شريطين أحمرين له تخليدا لدماء الشهداء وتكريما لهم وأخص بالذكر هنا أبناء الشهيد العقيد محمد الأمين ولد انجيان وشهداء تورين والغلاوية ولمغيطي وحاسي سيدي:
وأكد أن هذه أمثلة حية من أبناء الشهداء الذين خصصت لهم ميزانية بلغت السنة الماضية مائة مليون أوقية وستتم زيادتها مستقبلا من أجل حل مشاكل أبناء الشهداء والاعتناء بهم دون أن ننسى أبناء ضحايا الحرب المؤلمة سنة 1975 الذين نعكف الآن على البحث عنهم والاعتناء بهم وحل مشاكلهم وهي الخطوة التي لم تلق لها الأنظمة السابقة بالا.
وقال : “هذه هي موريتانيا المتصالحة مع نفسها، موريتانيا التي تخلد شهداءها في علمها وتعترف بهم وتعتني بأبنائهم، وفي هذا الإطار يصب تحسين العلم المقترح للاستفتاء الذي ندعوكم جميعا للتصويت عليه تشجيعا للأجيال القادمة على الدفاع عن الوطن واستحضارا لتضحية الشهداء وشحذا لهمم أبنائهم واحتراما للعلم الوطني وشعورا بأننا جميعا شاركنا في صياغته وتبنيه والتصويت له”.
وأوضح أن المقاومة التي نريد تخليدها مقاومة من شقين أحدهما ثقافي والآخر عسكري، يتعين علينا جميع تثمينها،دون أن ننسى بعض الأفراد الموريتانيين الذين عملوا مع المستعمر وساهموا من خلال تضليله في خدمة استقلال بلدهم.
وأكد أن الشعب الموريتاني يقف صفا واحدا من عين بنتيلي إلى فصاله ومن كرمسين إلى وامبو مع هذه التعديلات.
وقال إن الملحق الثاني يتعلق بإلغاء مجلس الشيوخ ووضع حد لتكاليفه الباهظة التي زادت على 15 مليار أوقية منذ نشأته في 1992، في الوقت الذي لا تتجاوز تكاليف المستشفى الوطني 9 مليارات في هذه الفترة فيما لم تتعدى تكاليف المدرسة العليا للأساتذة 4 مليارات أوقية منذ نشأتها في بداية السبعينات ومدرسة تكوين المعلمين ما يزيد على ملياري أوقية فقط.
وقال إن تبني نظام الغرفتين لا قيمة له وهو فقط محاكاة لبعض الدول، علاوة على ما يكتنف انتخاب غرفة مجلس الشيوخ من عدم الشفافية وشراء الذمم والرشوة.
وأضاف أن هذه التعديلات “تم تمريرها بأغلبية ساحقة في الجمعية الوطنية وبـ 20 شيخا من الشيوخ النبلاء الذين اختاروا وطنهم وانحازوا له، في الوقت الذي عارضته 33 شيخا، لم يعد أحد يجهل الملايين التي اقتسموها بينهم غنيمة ومقابل مصادرة رأي الشعب الموريتاني، وهذا باعترافهم هم وبروايتهم التي أصبحت حديث كل أحد وحقيقة لا مراء فيها”.
وأبرز أن ذلك “من بين الأسباب التي جعلتنا نقترح عليكم وضع حد لهذا المجلس الذي أصبح مشوها لصورة البلد ويتعاطى ممارسات غريبة على شرف الأمة وعاداتها وآدابها”.
وطالب الشيوخ المعنيين بهذا النهج المؤسف بالاعتذار للشعب الموريتاني برمته، وأنه شخصيا لا يملك إلا أن يقول لهم:
“اللهم لا تؤاخذنا بذنوبنا ولا بذنوب غيرنا ولا بما فعل السفهاء منا”.
وقال إن استمرارية هذا المجلس مستحيلة بعد سجله الذي أصبح معروفا لدى الجميع وأصوات هذه الثلة التي لا تتجاوز 15 شخصا، ستطمرها أصوات شباب موريتانيا وشيبها ونسائها وجميع فعالياتها”ـ رافعا صوته بــ”ألغينا مجلس الشيوخ من أجل المواطن الموريتاني البسيط ومن أجل مجالس منتخبة محلية تمثلكم جميعا وتعبر عن آمالكم وآلامكم”.
وأكد أن هذا المجلس ستتم الاستعاضة عنه بمجالس جهوية منتخبة تعنى بتسيير الولايات والدفاع والبحث عن حلول لمشاكلها وتعزيز اللامركزية.
وتحدث في هذا الصدد عن تجميع مؤسسات مجلس الفتوى والمظالم والأعلى الإسلامي ووسيط الجمهورية في مؤسسة واحدة وإلحاق البعد البيئي بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي ترشيدا للنفقات وتوجيها لها إلى خدمة المواطنين وإلى مجالات تنموية أقرب منهم”.
وقال: “هذا ما سنصوت عليه جميعا بنعم، يوم السبت القادم، حماية للشعب الموريتاني من أخطار الماضي والمستقبل، من أجل موريتانيا الجديدة الرحيمة بأبنائها، التي ترحم الصغير وتعطف على الفقير وتتسع لجميع أبنائها”,
وذكر بأنه لأول مرة في موريتانيا، تكتتب الوظيفة العمومية مئات الأطر الشباب امتنانا لهم وحرصا على مشاركتهم في التنمية الوطنية، كما أعطيت عناية كبيرة للتعليم وتكييفه مع حاجات سوق العمل”.
وأوضح أن موريتانيا ستكون خلال السنوات القادمة من أغنى دول المنطقة، وستوفر فرصا لجميع أبنائها وتشجع التكوين المهني في المجالات الجاذبة للعمل، مذكرا في هذا الصدد باستخراج الغاز وتوسع إنتاج المعادن وتشجيع التصنيع على حد قوله.
وحذر من مخاطر الإرهاب المنتشر في بعض الدول العربية ومن انعكاسات عدم الاستقرار، داعيا إلى المحافظة على موريتانيا من محاولات رجال الأعمال الفاشلين الساعين إلى تفكيكها وتوتيرها.
وأبرز أن من ضمن المشاريع تعمل حكومته على إنجازها مشروع توفير الماء الشروب لولايات الشمال انطلاقا من النهر، بالإضافة إلى الفائض في الطاقة الكهربائية.
وفند الأكاذيب التي تقول إن وراء هذه التعديلات محاولة من الرئيس للاستمرار في السلطة وإلغاء محكمة العدل السامية وتغيير الحالة المدنية، مبرزا أن كل هذه تلفيقات عارية من الصحة يحاول من ورائها دعاة التفكيك والتوتير زعزعة أمن الشعب الموريتاني والقضاء على مكاسبه التي حققها في السنوات الماضية.
و م أ + مورينيوز
89 تعليقات