دعوة عزيز إلى التخفيف عن المستشفى الوطني تثير قلق البعض
نواكشوط- “مورينيوز” – من الشيخ الكبير – أثارت دعوة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إلى تخصيص المستشفى الوطني للحالات المرضية الخطرة، وتوجيه ذوي الأمراض الخفيفة إلى المراكز الصحية قلقا لدى بعض المواطنين من أن يحولها القائمون على المستشفى والأطباء إلى “المزيد من عدم العناية بالمرضى” كما قال أحدهم.
وحذر الرئيس عزيز الذي كان يتحدث على هامش زيارة قام بها للمستشفى الاثنين، من شغل مصالح المستشفى بالحالات الخفيفة التي يمكن علاجها في المراكز الصحية في نواكشوط والداخل. ودعا الى “تغيير العقليات بهذا الخصوص و تشجيع الصحة القاعدية من خلال عدم شغل مصالح المستشفى بإمراض بسيطة يمكن معالجتها لدى النقاط والمراكز الصحية المنتشرة في كافة أنحاء الوطن” وفق ما نقلت عنه الوكالة الموريتانية للانباء .
ويعتبر المستشفى الوطني ( مركز الاستطباب) أهم المراكز الطبية في البلد، وتبلغ طاقته الاستيعابية 430 سريرا، وله اتفاقيات مع عدد من المستشفيات في فرنسا والمغرب وتونس.
وعلى الرغم من أنه من المفروض أن تنال الدعوة التي صدرت عن الرئيس الموريتاني ردود فعل إيجابية فإنها أثارت قلقا في نفوس البعض من أت تستغل في الإهمال. وقالت فاطمه وهي إحدى مراجعات المستشفى لـ”مورينيو.”: ” ينتشر الإهمال بدرجة كبيرة في هذا المستشفى قبل أن يقول الرئيس ماقال، وهو واضح، لكنهم سيتذرعون به لرفض استقبال المرضى”. وقال السالك وهو رجل في الخمسين:” نأتي إلى هنا بمرضانا فأحيانا لا نجد الطبيب المعنى، وأحيانا يتركوا المريض مهملا ونحن نصرخ”. وعلق سيدي محمد وهو مرافق مريضة بالقول: ” ” أتوقع استخدام هذه الدعوة في ممارسة المزيد من عدم العناية بالمرضى”. واضاف: ” أن تحصل على مقابلة الرئيس نفسه أسهل من أن يستقبلك طبيب بالمستشفى، وما أخشاه أن يقضي المريض يوما ينتظر في الطابور، ليقول له الطبيب في الأخير : اذهب إلى المركز الصحي في ولايتك، أو مقاطعتك”.
ولا يحظى بعض المؤسسات الصحية في البلد بالاحترام. ويتهم موريتانيون بعض أطبائهم بالإهمال والتجرد من أخلاق المهنة. وعرفت الخدمات الطبية في البلد تحسنا كبيرا من حيث التجهيز، واكتتاب المزيد من الأطباء والفنيين والممرضين، إضافة إلى تفعيل بطاقة الضمان الصحي. غير أن الكثير من الموريتانيين لا يثق في الخدمة الطبية المحلية.
وقال طبيب لـ”مورينيوز”: ” هذه بعض التصورات الخاطئة.. إن في البلد كوادر طبية مميزة، والأطباء الموريتانيون يتفوقون أحيانا على الطلاب من الجنسيات الأخرى في الجامعات، ولا وجاهة لاتهام الطبيب الموريتاني بالجهل”. غير أن الطبيب اعترف بوجود مشكل ما أنحى فيه باللائمة على “انتشار الأدوية المزورة”. وصودرت أخيرا كميات من الأدوية الفاسدة في بعض الصيدليات. وتقول وزارة الصحة إنها اتخذت إجراءات ضد ذلك، لكن السوق ما تزال تغض بهذه الأدوية.
تعليق واحد