أمسية ثقافية في “كتارا” تناقش رواية الذيب للروائي الموريتاني أحمد ولد سيدي
الدوحة-“مورينيوز”- من الدامي ولد آدبه…
احتضنت مكتبة كتارا بالعاصمة القطرية الدوحة، مساء السبت، أمسية ثقافية نوقشت خلالها رواية “الذيب” للروائي الموريتاني الشاب أحمد ولد سيدي، تولت إدارة النقاش الصحفية إشراف بن مراد وحضرها عدد من الأدباء والمثقفين من موريتانيا وجنسيات عربية عدة.
بعد افتتاح الأمسية تناول الكلام الدكتور الشاعر أدي ولد آدب الذي قدم قراءة في الرواية بدأها بقوله:
“انقلابات الذيب
العنوان المراوغ: انقلاب في مفهوم الذيب ورمزياته، في اللغة العربية والميثيولوجيا، فهو هنا يتجاوز ما يتبادرللذهن مبدئيا من مجرد القوة الذهنية الماكرة للذيب العادي، إلى القوة البدنية، والبطولة النفسية، والقدرة القيادية للأسد” ملك الغابة”، حسب ما كشفه وصفه في نهاية الرواية” ب “الأسد الجريح”، وبين المعنى الأدنى، والمعنى الأقصى لتورية العنوان، تفاعلت سيرورات اجتماعية ثورية، ساعدت على انقلابات ” الذيب” وتحوله، من الهامش التبعي، إلى المركز القيادي، بتأثير من خلفيتين أنقلابيتين- بدورهما- ثارتا على وضعهما الطبقي الاجتماعي، الممتاز، المرسوم سلفا بشكل نهائي قدري، وتسورتا الحاجز الوهمي لطبقة كل منهما، فالبطل “لعبار”- إلى جانب فروسيته الخارقة، وقوته البدنية، التي منحته لقب “لعبار”، ضمن طبقة العرب “أهل الجعبة/ حملة السلاح/ أصحاب الركاب”، خرق- نسبيا- احتكار الزاويا-(أهل الدواة)؛ أهل الكتاب/ متأبطي الألواح- للعلم، فاكتسب من المعارف الدينية والعلوم العربية، ما جعل “أم العيل”، تمنحه- أيضا- لقب “الفتى”، و”أم العيل” هذه، هي البطلة الزاوية الثورية، التي كسرت- هي الأخرى- جدار احتكار رجال الزوايا للتعلم المعمق، والتعليم العالي، دون النساء، واحتكارهم تعليم العلم مطلقا، لغير الزوايا، فقد سبق أن ساعدت لعبار نفسه، على اختراق زاوية من علم الزوايا” المضنون به على غير أهله”، وها هي ولعبار، معا يتبنيان مشروع انقلابات “الذيب”، على النبز بالتنميط الاجتماعي:” الخائب”، الموسوم به- ظلما وعدوانا- كل من لم يفلح من الطبقات الدنيا في إتقان مهارات طبقته الخاصة به، المكرسة لسجنه الأبدي، داخلها، لن يعدوها، مهما أتقن من مهارات الطبقتين العليين: (العرب- الجعبة/ الزوايا- الدواة)”
ثم استعرض الدكتور مختلف فصول الرواية مبينا مكامن القوة فيه احيانا ومثيرا بعض الاشكالات التي ساعدت في إثراء النقاش أحيانا أخرى.
وبعد مداخلة الدكتور أدي، بدأت الصحفية إشراف بمحاورة الكاتب أحمد ولد سيدي الذي قال في سياق ردود:
“إن الذيب هي رواية تروي حكاية بطل غامض، استطاع بشجاعته ومحاربته للظلم والاستعمار أن ينتزع احترام الجميع وتقديره، مع أنه لا أحد يعرف هويته الحقيقة، مضيفا أن الرواية التي تجري أحداثها في مطلع القرن العشرين تعالج العديد من االقضايا الاجتماعية كالتفاوت الطبقي وانعكاساته على حياة الفرد المجتمع في تلك الحقبة.
وأوضح أن الرواية تستلهم في شخوصها واحداثها حكايات واحداثا واقعية وإن كان تحفظ على اسمائهم لأسباب موضوعية.
يذكر أن رواية الذيب الكاتب أحمد ولد سيدي سبق أن فازت بالمرتبة الثانية في جايزة الشارقة للأدب العربي في دورتها السادسة والعشرين للعام 2022.