خلاصة تجربة / محمد فال بلال
1- السياسة لعبة مبنية على المصالح والمبادئ. ليست مصالح فقط، وليست مبادئ فقط، بل هي مواءمة بين الاثنين. أي مصلحة تتحقق بإهدار المبادئ ليست على وجه التحقيق مصلحة. وأي مبادئ لا تتحقق بها مصلحة عامة، هي جمود عقائدي.
2- كن متواضعا واعلم أن خصومك ليسوا بالضرورة أعداء أو خونة؛ و أنت لست المنقذ أو المخلّص أو المهدي المنتظر أو الطيب الوحيد في وسط طغمة من الأشرار..
3- قد يعود اختلافك مع خصومك لأسباب موضوعية ومتعددة، مثلا: رؤى متباينة، أو تفسيرات متباينة لرؤى مشتركة، أو طرق مختلفة للوصول إلى هدف مشترك.
4- ضع جانبا مشاعرك الخاصة وتقديراتك الشخصية للأفراد والأفكار، وكن مستعدا للتعامل بل وأحيانا للتعاون مع خصومك كلما دعت المصلحة العامة إلى ذلك.
5- مهما احتدمت خلافاتك مع خصومك، لا تدفع بها لتكون صراعات.. وإذا صارت صراعات لا تدفع بها لتصل إلى نقطة اللاعودة. كن كيِّسا، واعلم أن السياسة “خاسرها خاسر، وخيرها ما إگر”.
6- لا تتخذ موقفا عدائيا أبدا، ولكن كن صارما وحازما. لا تعط شرف النزال لمن لا يستحق. ولا تعط ودّك إلاّ من به شرف. لا تطمع في أن يُقال عنك، ولا تخف من أن يقال فيك.
7- كن مستعدا دائما للتفاوض، لكن لا تفاوض أبدا دون أن تكون مستعدا، وتذكر دائما أن الاتفاقيات يجب أن تتم علنا وأمام الجميع، ولكن يتم التفاوض بشأنها سرّا،
8- لا تتخلى من جانب واحد عن أي شيء يمكن أن يكون ورقة مساومة بيدك، وخذ من الآخر مقابل ما تعطيه، ولا تدع خصمك يقلل من شأن ردّك. ولا تقل له كيف سترد، ولا متى ترد.
9- لا تبحث عن النصر الرخيص باستغلال النفوذ، واستخدام المال والغوغاء، ولا تبحث عن النصر التام والدائم الذي لا يترك للخصوم أملا في أي نصر مستقبلاً.
10- احتفظ لنفسك دائما بمجال واسع للمناورة السياسية في جميع الظروف، واترك لخصمك خط تراجع يسمح له بالتنفس وحفظ ماء الوجه. ولا تحشره أبدا في زاوية ضيقة.
11- اعلم أن “الوظيفة” تدوم عادة لمن يحترمها ويؤديها بإخلاص وكفاءة ونظافة. البقاء فيها للأصلح، لمن يتعامل معها بطول نفس؛ وليس لمن يختار “ززت إلويش”.
12- لا تتعجل في الحياة، واعرف كيف تصبر وتنتظر. واعلم أن “الثمرة” سوف تقع بين يديك حينما تنضج، ولا غاية لك فيها قبل أن تنضج. “لا اتبط زرعك أخظر”.
13- وفي كل الأحوال، أوصيك وأوصي نفسي بتقوى الله. لا تنسَ تقوى الله. لا تنس تقوى الله، لا تنس تقوى الله. واعلم أن الأمر كله بيد الله.
14- وتدبّر الآية الكريمة:
“مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ۖ وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ”.
(فاطر 2).