أيكون هذا جيشنا إذن؟! / محمد محفوظ أحمد (تدوينة)
جيش وطني محترف، لا شأن له بالسياسة؛ ولاؤه المطلق للوطن، ولمن اختاره الشعب بحرية ليحكمه؛ ضباطه لا يهمهم النفوذ ولا تطبيهم السلطة ولا يحبون المال والأعمال. أوقاتهم مشغولة بالتدريب والتطوير، واهتمامهم منصب على رفع معنويات جنودهم…
إنه جيش وطني حديث؛ ألوانه المتعددة مصهورة في لون واحد، ورمز واحد هو هذا العلم الوطني المقدس…
الثكنات العسكرية تبدو من الخارج هادئة مألوفة، جميلة ونظيفة لا يروع جارها ولا تكشف قرارها، ومن الداخل هي ورشات وخلايا حركة لا تهدأ: جنود يتدربون على القتال والتحمل والانضباط والتواضع… وضباط منهمكون في التفاصيل وانتقاء أفضل خطط التكوين، واحدث وسائل البناء المعنوي والتقني للجيوش…
شغلهم الشاغل هو استعراض خريطة الوطن، والانتقال إلى كل نقطة منها، والتعرف على كل متر من الحدود، ورسم خرائط كل منطقة وحفظ المسالك والمسافات منها وإليها… واكتشاف نقاط الماء وتحديد أفضل واقصر مسارات الطرق، وحفظ تسميات وتضاريس كل بقعة من أرض الوطن…
جيش يكره السياسة ويتجاهلها كلية، ويخلص الولاء للشرعية، ويرى كل شيء مع ذلك.
أيكون هذا جيشنا إذن؟!