العروبة العرقية فرية ممجوجة

“العروبة العرقية” هي فرية ممجوجة ماانزل الله بها من سلطان ولم توجد أصلا الا في مخيلة الوعاظ والكهنة او مثقفي الصدمة الحضارية الذين اجتمعوا في حلف بائس ورجعي خلال القرن الماضي لمواجهة الفكر القومي التقدمي المعبر الوحيد عن طموحات الانسان العربي الحديث…
آخر من تطاول على البطل “صلاح الدين الايوبي” هو “المخرف يوسف زيدان” حين وصفه بالحقارة وبانه “اسطورة” صنعها “جمال عبد الناصر” في الخمسينات ( التعليق لكم وحدكم)…
لم يتحدث “نزار قباني”عن اصله (غير العربي) بل ظل شاعرا يشكو احزان العرب ويبكي همومهم وقضاياهم ويعتز بياسمين دمشق ونوافير غرناطة ووجع الفردوس المفقود ، رغم انه كان من “أسرة تركية” عريقة ان كنتم لاتعلمون..فماالذي يجمعه بالعروبة اذا كانت عرقا ودما يجري في العروق وجعله يتنكر لنسبه التركي؟؟…
كان الجبل العربي الاشم طارق عزيز عميد الدبلوماسية العربية “تركمانيا” مسيحيا مات متجرعا غصة الالم لسقوط بغداد وتفكيك مشروعها النهضوي العربي الذي كان جنديا وفيا له ،فهل هناك من يستطيع التجرؤ والقول بانه اكثر انتماءا منه للعروبة و الاسلام الحضاري ،وهل يستطيع كائن من كان مقارنته ببقية “معممي الصفر” في صحاري النفط والعمالة ..
ابن سيناء احد عظم اطباء التاريخ ومؤلف كتاب “القانون” الذي شكل المرجع الوحيد للبشرية في التداوي خلال 6 قرون هل قدم يوما على انه فارسي وهل خط كتابه القيم باللغة الفارسية؟ وكذلك بقية كتبه التي افادت الجنس البشري؟
علماء العرب الذين صنعوا فجر الحضارة العربية الاسلامية كالرازي وابن سينا والبيروني وابن النفيس وابن حيان هل كانت اصولهم كلها عربية ام ان بعضهم تعرب بلسانه وثقافته وانصهر في الحضارة الجامعة..؟
لااحد يستطيع الاعتزار بعروبة عرقية غير موجودة أصلا..فقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام مستعربا كبقية الشعوب، وعرف العروبة قائلا (ليست العربية باب احد منكم ولاامه ولكن من تكلم العربية فهو العربي ..)..
لو كانت العروبة عرقا لما تورط احد بالدفاع عنها قبل اجراء “فحص جيني” يحدد السلالة و”النقاء العرقي” ولما كان لغلام مثلي صاحب شَعر رومي “أسبط” ان يدافع عن اصل لايعني له شيئا وهو الذي لايعرف اصله هل هو امازيغي ام زنجي ام يوناني او صيني ام قوقازي ..كل مايعرفه انه انسام مسلم ويتحدث اللغة العربية..
((ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين))…

من صفحة الاستاذ:  Ahmed Ahmedou Hamenih