أرفع قبعتي احتراما لقرار رئيس الجمهورية…/ سعد حمادي
صحيح أن إعلان فخامة رئيس الجمهورية عدم ترشحه لمأمورية ثالثة هو تحصيل حاصل من الناحية الدستورية, لأن الدستور الموريتاني يمنعه من ذلك, كما أن إعلانه للترشح – لو حصل – كان سيُقابل في الداخل برفض شعبي عارم, ناهيك عن الرفض الخارجي, الذي كان سيكون أكثر حزما.
إلا أن القرار في حد ذاته يستحق الإشادة ويبعث على الأمل, كما أنه قد يُهيأ لمرحلة من الانفراج السياسي قد تُنهي حالة الاستقطاب القائمة و تُقسح المجال أمام مرحلة من المِراس الديمقراطي الحقيقي, خصوصا إذا ما أقدم النظام على القيام بخطوات إيجابية ملموسة, كتقديم ضمانات للمعارضة باحترام قواعد اللعبة الديمقراطية والعمل على إجراء الانتخابات القادمة بشكل شفاف.
أما بخصوص دعوة المليون شخص للمأمورية الثالثة (وعدد أفرادها الحقيقي لا يتجاوز العشرات أو المئات), فإن هناك دعوة الأربعة ملايين من أجل احترام الدستور ومن أجل نظام جديد, ويعرف أصحاب تلك المُبادرة قبل غيرهم أن الموريتانيين ملُّوا من هذا النظام, ولا يخفى على أحد أن الغالبية العُظمى من الموريتانيين لا تريد مأمورية ثالثة, بمن فيهم السواد الأعظم من وطنيي ونُخب الأغلبية الرئاسية, ولا أعتقد أن رئيس الجمهورية هو بكل تلك السذاجة حتى يُصدِّق أن هذه الأصوات تعكس نبض الشارع الموريتاني, بل على العكس, فأنا أعتقد أن هؤلاء يسيؤون إلى فخامته قبل أن يسيؤوا إلى أنفسهم ووطنهم.
سعد حمادي من صفحته على الفيسبوك