ذكرى أحداث 1984 (4)… محمد الامين ولد ناجم/ الشيخ بكاي
3 أبريل 2018، 16:40 مساءً
3 إبريل:
معلومات جديدة عن المناضل محمد الأمين ناجم المعزول في قبو بإدارة الأمن.. فهمت وقتها من المعلومات القليلة التي وصلتني أن حياته في خطر، يواجه أبشع أنواع التعذيب الجسدي و النفسي… وعلمت في ما بعد أن أسرته أمضت شهرا تبحث عبثا عن أي معلومات عن مكان وجوده…
وكلوا به “رجل أمن” لا عمل له إلا الضرب بحذائه على الباب كلما أعتقد أنه نام.. وكان “التحقيق- الجلد” يجري معه مرات في الليلة على أيدي فرق مختلفة…
قال في ما بعد إن التعذيب الجسدي كان أخف عليه من أخذ جلاد بلحيته وقوله له “أكيذبت”…
كان المرحوم محمد الأمين فنيا في الإذاعة الموريتانية وكان نقابيا بارزا.. عرف بحسن الاخلاق والأمانة والصدق والبساطة والالتزام الديني.. وما لا يعرفه الآخرون هو أنه كان من أبرز العناصر في أمانة السر في “التنظيم الوحدوي الناصري”. كان يقوم بأخطر المهام السرية ويعهد إليه بأخطر الوثائق…
اقتربت من عمله الخطر في إحدى سنوات الثمانين، حيث رأى التنظيم أن أسبابا أمنية تستدعي نقل ” ماكينة” سحب المنشورات والوثائق إلى منزلي في حي “إيلو كا” … لم أكن وقتها قد تزوجت فاستقبلت الساحبة في غرفة نومي…
كان محمد الامين يأتي في أوقات مختلفة يجلس معي أمام الناس، ولا يدخل “غرفة السحب”، من أجل ألا يثير وجوده أي انتباه في حال كانت عنده مهمة خاصة…
كان يسحب الوثائق، يضعها على ظهره ويخرج من باب خلفي، ويختفي واضعا عمامته، لا بسا ثوبا متواضعا يناسب ما يحمل أي فقير على باب الله… لم يكن مطروحا أن أوصله بالسيارة…
بعد عملية الافراج عن الناصريين من دون محاكمة لم يحصل المناضل محمد الامين على رواتبه للفترة التي أمضاها في الحبس، في حين حصل الآخرون على رواتبهم في إطار تعليمات بعودة الجميع إلى وظائفهم واعتبار فترة الحبس تعطيلا خارجا عن الارادة تم في نهايته سحب المتابعة من دون محاكمة.
وفصلته الإذاعة من عمله وهو على فراش الموت في داكار ولم يبق أمام تقاعده إلا تسعة أشهر فقط..
توفي الفقيد في داكار ودفن بها في 19 مايو( 2005) غريبا عن وطن عاش من أجله..
ونسيه الناصريون كما نسوا أنفسهم…
كرس المرحوم محمد الأمين ناجم حياته للنضال بأمانة وإخلاص ونكران ذات، وفتح بيته للمناضلين… إنه يستحق علينا الكثير…
ذكرى رحيل المناضل محمد الامين هي 19 مايو القادم…. ألا ترون أن هذه الذكرى العطرة تستحق وقفة؟