ملحمة الانتساب… (تحدي الشفافية.. الموارد)/ محمد اسحاق الكنتي
نشرت بعض الأحزاب المعارضة التي يظهر قادتها حرصا شديدا على المال العام، حين أصبحوا في المعارضة، بيانا نددت فيه باستخدام المال العام في عملية تجديد الانتساب لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية. ولم تقدم تلكم الأحزاب أي أدلة على دعواها، كما عودتنا…
في الاجتماع الذي عقدته اللجنة المكلفة بتفعيل هيئات الحزب مع منسقي لجان الإشراف على تجديد الانتساب للحزب جرى الحديث عن الموارد والمخصصات، فتم تحديدها بشكل واضح.. بالنسبة لمنسقي الداخل؛ من يملك سيارة خاصة عليه تجهيزها على نفقته، وسيمنح مبلغا جزافيا بدل محروقاته، يؤجر الحزب سيارات لمن لا يملكون سيارات خاصة صالحة للمسافات الطويلة، وتم التحذير من استخدام سيارات الدولة. وتتكفل قيادة الحزب المحلية بإقامته، أو يؤجر له سكن. يؤجر الحزب مقرات الانتساب، ولا يجوز استخدام المباني العمومية. بالنسبة لمنسقي الحملة في نواكشوط يتكفلون بنفقاتهم كاملة على حساباتهم الخاصة، ويتكفل الحزب بإيجار المقرات…
بدأنا في مقاطعة لكصر بتطبيق هذه التعليمات فأقمنا لقاء تحسيسيا للفاعلين السياسيين في المقاطعة على نفقة لجنة الإشراف على تجديد الانتساب، وتبرع الفاعلون الاقتصاديون في المقاطعة بتأجير المقرات وتكفلوا بإعاشة الطواقم الفنية ودفعوا لحراس المقرات، وتبرعت لنا رابطة العمد بحراس على نفقتها بعد أسبوع تقريبا من بداية العملية. وفي هذا الوقت أبلغني المنسق الفني أن اللجنة الفنية أعطته مبلغ 60.000 أوقية جديدة، وحددت أوجه صرفها: جزء يسير منها خصص للمنسق الفني لقاء محروقاته واتصالاته، والباقي يقسم بين 24 من الشباب الفنيين. حين أجرينا القسمة بدا لنا المبلغ زهيدا، فتنازل المنسق الفني عن حصة لصالح الفنيين. للقارئ الكريم أن يحسب حصة كل واحد منهم لقاء عمل أسبوعين من العاشرة صباحا حتى الثانية فجرا في بعض الأيام؛ فقد استحدثنا، أمام الأعداد الهائلة من الراغبين في الانتساب، مناوبة ليلية في مقرنا قرب مدرسة أمير المقاومين الشهيد سيد أحمد ولد أحمد لعيده، ومقرنا خلف سوق النساء…
لم يكن دافع أي من أعضاء اللجان ماديا إنما كان وطنيا يشعر صاحبه بأنه يشارك في بناء وطنه على قواعد جديدة صحيحة تحقق للموريتانيين الآمال التي راودتهم في تنمية شاملة لا جيوب فيها للفقر وأخرى منتفخة. وما لا تفهمه الطبقة السياسية القديمة هو بروز طبقة سياسية وطنية جديدة شعارها التضحية في سبيل وطن استرجعنا رموزه ونبني مستقبله في ظل قيادة وطنية رشيدة..
تعليق واحد