الشيخ الددو و “الجهاد” بسلاح التكفير/ الدهماء
طالعتُ اليوم فيديو على صفحة المدون “حمزة فيلالي” للعلامة الشيخ الددو يقول فيه:«.. أنا ضد الثورة في الخليج،.. طلبنا الإصلاح من بشار ولم يصلح، وكذلك القذافي…» ، و كفَّرهما وبرَّر…
من نَكَد الدّنيا المُمِل أن نضطر اليوم للكتابة عن “الربيع العربي” و عن دور الإخوان ، وأن نُشهد للمرة الألف على “خَوَارجِيَّتنا”… أكره حتّى مجرّد التعليق عليه!…ولكن.
ما زلتُ عاجزة عن التَّعود على لهجة التكفير، وعجزي اليوم أكبر عن استيعاب أن يكون العلامة محمد الحسن ولد الددو بحسِّه الديني النَّفاذ هو المُكَفِّر، ولا أستسيغ أن يكون مفخرتنا محسوبًا على فكرٍ متطرفٍ، يَسحب معه مجموعة من معصوبي الأعين بعواطفهم لتحقيق أحلام مؤجلة أو متلكئة لجماعة الإخوان ؛
يُستغلُّ شيخي لإحياء “مَيْتَةٍ” من خيالات اليقظة لجماعة لَعِبت وخادعت و قفزت وتعثَّرت فأنكسر جناحها في سوء مآل،.. ورغم كونها واقفة اليوم على أرض متحركة للوراء مازالت تتعلَّق بالأمل والأماني ولا تتَّعظ بالحكمة والتَّجربة، و هذا عائق بنيوي أمام احتمال استيقاظها من “الوهم الخلاَّق”..
الجماعة تَستغل نجوم “ماركتينغ ديني” من أمثال العلامة الددو لتسويق تضليلها الأقدس في كونها لا تسعى الى الحكم.. في الوقت الذي لا شاغل لها إلا العمل السياسي والإرهابي الذي لا يستهدف غير الحكم و أمور الدّنيا لا أمور الدّين.
أردنا لأمتنا أن تكون واقفة وأرادوها واقعة تنزف بحد الفوضى والفتيا بالتكفير،..
شيخي الكريم، الدين رحمة تومئ الى امن وسكينة واستقرار ، وعِلمك ليس محل نظر من أمثالنا بل مواقفك السياسية.. وأنت أثمن لدينا من أن تكون مَصَدًّا عن وجه الإرهاب القبيح، أو خط دفاع عن خيمة شيخ ملذَّات، يُطبَّل للحرب بإيقاعات دموية، وانت تدرك أن النار تقترب رويدا من ركائز خبائه؛
كَفِّر الشيخ الددو القذافي بما لم نسمع منه ولا عنه ، وكَفِّر بشار بإكليشيهات عن طائفته!.. ويُطالب باحترام القوانين والتزام ضوابطها اتجاه من يحكمون بالحق الإلهي في الخليج،.. شيخي و هل سَرْبَلهم الله رداء الحُكم…؟ ، في حين أغتصب المظفر بشار والشهيد القذافي الحكم ضد إرادة الرعية، وهما “قَدَرٌ” غير مرغوب لا يُنجِّيها منه إلا قدر شرعي مضاد، هو الموت أو الاغتيال على يد كتائب الإخوان أو قنابل الناتو! ؟…
هذا تسطيح وتهوين و تمييع مفرط و استدلالات نُسِجَت بعناية خيطًا وراء خيط بغية تكفير خصم سياسي ورمْيه بالرِّدة لتبرير اسقاطه بالعنف والفوضى والحلول محله… و لا أكثر!.
يُؤلمني شيخي أن تدفع بك “الجماعة” لتَعْرض ضميرك، ومُتون أسلافك الصالحين، و أرواح الضحايا الأبرياء، سلعة في أسواق النفط، فالسّلعة لا بد مطابقة لمزاج مشتريها، لأسواقه وأذواقه..
في ليلة حادثة “حرق” المصحف في نواكشوط ومحاولة الهجوم على القصر الرئاسي صرَّح بعض المشايخ في حواضر حول العاصمة بأنهم تلقوا فتوى من الشيخ الددو تجيز الخروج على الحاكم لحدوث “كفر” بواح تحت مظلته، فلم يرع للمصحف حرمة ولا للدين ولاء!!!….. من باب القياس، مات مواطن شاب في التدافع.. ولولا عناية الله لمات وطن.
عقولنا مُحصَّنة…، لكن على الأقل احترموا عقول قطيعكم.
قيل إن الشيخ “عدود” رحمه الله برحمته الواسعة استاء كثيرا من جلب المختار ولد محمد موسى للشاب الددو الى أحضان الإخوان.
81 تعليقات