canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
آراءموضوعات رئيسية

السلام… لا السلاح!/ محمد محفوظ أحمد

لا يؤسفني أن من يتحدثون عن القوة الضاربة لجيشنا الوطني، وعن توفر دولتنا على سلاح جوي قوي، وأن البلد الفلاني أعطانا دبابات، والرئيس الفلاني كان مستعدا لإرسال جيوشه الجرارة لتدمير جيراننا… كونهم يتوهمون أو يكذبون أو على الأقل يبالغون.
بل المؤسف هو تلك العقلية العاطفية الساذجة التي ترى في الحروب والقتل والدمار… نجاحا وتقدما وازدهارا.
لا أيها السادة؛ فالحروب منذ الأزل هي سبب بؤس البشر وتخلفهم؛ وكل حرب تضر المنتصر فيها ولو دمرت عدوه المنهزم.
موريتانيا أيها الطيبون تحتاج السلام والأمن والسكينة، وتبادل الثقة والمحبة والتعاون مع كل جيرانها وأصدقائها…
هي تحتاج فعلا جيشا قويا لحراسة حدودها ومياهها من المهربين والناهبين واللصوص والمجرمين، وتحتاج طائرات ومطارات مدنية للنقل والاتصال بين أطرافها المتباعدة ومناطقها المعزولة، وطائرات فنية لرصد ومكافحة الجراد، ونثر البذور في صحاريها الجرداء علَّ المطر يصيبها فتنبت من كل زوج بهيج…
هي تحتاج شرطة وأجهزة أمن ذكية ومهنية تحفظ الأمن العام، وتنشر الطمأنينة بين الناس، وتُظاهر العدالة وتطبق القانون في نفسها ونهجها، وبين الناس…
موريتانيا لا تملك وسائل التسلح ولا يخدمها السلاح والقوة الحربية… إنما تحتاج، أشد الحاجة، إلى العدالة والمساواة والنظام، والتعليم والصحة والغذاء والبنية المدنية… تحتاج التنمية!
فكيف تحلمون ـ ويلكم ـ بالحروب والغزوات… لتضيفوا ويلاتها إلى الفقر والتخلف؟!!
وحدة موريتانيا وسيادتها وسلامة دولتها الوطنية، لا تُحمى فقط بالسلاح والقنابل والصواريخ والدبابات والخطب النارية… بل تتطلب ما هو أغلى من ذلك وأكثر فاعلية: النفوس؛ الإنسان الواعي المفعمة روحه بالوطنية، المستعد للتضحية من أجل بلاده ومواطنيه…
وهذه ـ أيها الطيبون ـ قيم لا تغرسها صناعة السلاح فضلا عن استيراده؛ بل تصنعها المواطنة المخلصة، وتلك شروطها ووسائلها معروفة: إشاعة العدالة، والمساواة، والأخوة… والحرية.
أما القوة العسكرية في حد ذاتها فلا تصنع إلا الظلم والاستبداد والطغيان والعداوة…
وفي العصر الحديث دمرت المانيا قوتُها العسكرية الهائلة، ودمرت اليابان قوتُها العسكرية الامبراطورية…
وفي هذين البلدين نفسيهما، بَنى السلمُ ونبذ الحروب، وإلقاء وإلغاء التسلح، والإقبال على البناء المدني… القوةَ الاقتصادية والعلمية والسياسية الهائلة.
ومع ذلك لا يتمنى، ولا يستطيع، اليوم أي بلد أن يفكر في العدوان على ألمانيا أو اليابان…!
ادعوا ـ أيها الطيبون ـ للسلام والمحبة والعدل؛ فإنها هي سبل البناء والقوة، وأنتم قادرون على ذلك. وانبذوا الحروب والعدوان، فهما سببان للدمار والخوف، ولستم قادرين على شيء من ذلك!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى