تخلصوا من القدس ومن فلسطين…
القدس!
تخلصوا من القدس ومن فلسطين… فلقد أزعجكم أنينهما، ونغصت استغاثاتهما المتألمة مجالسَ إنسكم العامرة… أيها “القادة” العرب…
أخيرا ما الذي يجعل رئيس أمريكا، حتى لو لم يكن الصريح المستقرِدَ المستقذَر ترامب، يُحجم عن ضم القدس لـ”إسرائيل”، وهو تحصيل حاصل؛ ولم لا يُغذي فتكها بالمستضعفين الفلسطينيين بدولاراتكم؛ وهو الذي غذاها بدمائهم…
الفلسطينيون أيها “القادة” الأشاوس أقدس من بيت المقدس، وقد خذلتموهم وأسلمتموهم طوال تاريخكم… واليوم تلفون الهدايا في أكفانهم لإدارة أمريكية ملَّت تفاهاتكم وتقززت من جبنكم وهوانكم، وقررت أن تضع حدا لنفاقكم وستر سوءاتكم…
قررت أن تحترم عدوكم وقاهركم، وتحملكم على “حَب” دبره كما تحبون خشومكم المعفرة… أليس الغد متم سبعين سنة من هزائمكم التي أبكت السماء والأرض، وأنبتت ورسخت هذه الآلة الصهيونية ومكنت لها حتى في غرف نومكم؟
في النهاية القدس نفسها لا تعلق عليكم أملا، ولا تراكم إلا بثورَ وباءٍ لمأساتها؛ بعدما ضيعتموها، وسمتم باسمها شعوبكم سوط العذاب وسوء الشقاء…
يا مَن أضاعوا القدسن يا مَن باسمها * ملأوا البلاد تعاسةً وشقاء
حمدا لله أنكم تدفنون حرمها اليوم تحت أقدام المحتلين القذرة، وترقصون على جنازتها رقصة القرد في عرس الأسود… وتقول ألسنتكم: القدس ليست أغلى من فلوسنا وعروشنا التي هي أغلى من كرامتنا وشعوبنا وأمتنا وتاريخنا…
ألا إن للقدس ربا قادرا وشعوبا مؤمنة تنتظر…
تَرقُـبُ اللحظةَ التي سوف فيها * يعتلي ظهرَ الظالمِ المظلومُ
محمد محفوظ أحمد