آراء
عبد الناصر والوحدة الافريقية/ ماء العينين ولد احميتي
ظلت الوحدة الافريقية حلما يراود الرعيل الاول من قادة أفريقيا المؤسسين وزعماءها العظام وعلى رأسهم الزعيم الخالد جمال عبد الناصر رحمه الله .. وان اي متتبع لسيرة ومسيرة القائد ناصر التحررية يدرك انه لم يكن زعيما قوميا فقط بل كان رائدا في ميدان النضال الافريقي خاصة والأممي بشكل عام وعمل على ذلك بكل ما أوتي من قوة..
ناضل عبد الناصر مع “نيكروما” و”لوممبا” في سبيل تحرير القارة من براثن الاستعمار وارساء الحلم الأفريقي المنشود..وكان في خندق واحد مع المناضل والثائر “اباتريس لوممبا” الذي كان له خير أخ وصديق ،وحين حاصرته عساكر المستعمر الاوروبي الغاشم تمكن من تهريب عائلته إليى القاهرة لتعيش هناك معززة مكرمة..بالإضافة لإنفتاحه على القارة الأفريقية ومساعدتها بالجامعات والمعاهد والبعثات والمنح الدراسية..
كان التيار الناصري من اكثر التيارات التي إهتتمت بالوحدة الأفريقية في هذا البلد وخارجه، وناضلت في سبيلها ضمن “الدوائر الثلاث” المعروفة التي حددتها “فلسفة الثورة” والفكر الناصري ( الدائرة العربية والدائرة الافريقية والدائرة الإسلامية )..
اليوم تتزين العاصمة انواكشوط بأبهى حلة ملتحفة ألوان القارة السمراء الغالية ،وهي تستعد لإحتضان فعاليات القمة الأفريقية ،في إنجاز ديبلوماسي آخر لموريتانيا وقيادتها ،بعد تنظيم القمة العربية..وتتويجا لجهود الديبلوماسية الموريتانية التي تمكنت من فض عدة نزاعات في القارة بفضل حكمة القيادة الوطنية متمثلة في الأخ الرئيس محمد ولد عبد العزيز، كما تشهد على ذلك مالي وغامبيا وعدة دول..وهي الجهود التي حالت دون انزلاق هذه البلدان الى أتون الصراعات والدماء وإلي مزيد من المآسي والكوارث التي لاتحتملها قارتنا المثخنة بالجراح والمنهكة بفعل الأزمات والصراعات والحروب الأهلية..
وقد كانت موريتانيا أيضا قاب قوسين او أدنى من التوصل الى حل للأزمة الليبية بمايحفظ أمن هذا البلد واستقراره ووحدة وسلامة اراضيه، لكن استعجال قوى الشر و أذنابهم في المنطقة عجّل بالتدخل الأطلسي الغاشم في هذا البلد الشقيق.. هذا التدخل الذي لم يحمل معه سوى قتل المدنيين بالقصف وتدمير البنية التحتية للدولة الليبية وتمزيقها وتحويلها الى ميليشيات وكانتونات تسرح فيها العصابات الارهابية وتمرح،وتتصارع فيها القاعدة والدواعش وميليشيات القبائل والعشائر.. وفق الله موريتانيا في تنظيم قمة الاتحاد الافريقي على أكمل وجه ،ومرحبا بكل الاشقاء الافارقة رؤوساء وزعماء ووزراء ووفود وهم يحلون في بلدهم الثاني موريتانيا عاصمة الأفارقة والاتحاد الافريقي..