“الدهماء” تكتب عن “العقل الباهت” و”الثقافة العمياء”
العقل الباهت.
يعرف هذا الفضاء سيادة ثقافة تمارس عماها بشراهة على كل من يخالفها الرأي، أو يخالف تبريرها لبعض السُّلوكيات الفظيعة التي تُسوَّق كضرورة للدفاع عن القيَّم وفق المعيار الدِّيني.
هذه الشَّريحة من أصحاب الحدْس المُلفَّع بالسُّبات الحضاري،.. كل مناهضٍ لما تتفضَّل به من أفكار هزيلة “بنصف كُمٍّ”، سيُعرِّض نفسه للنَّبش في دوحته عن جذور ثقافية تستقي فكرها من عروق علمانية! .. و ستُكرَّر على صفحته نفس الأسطوانة ذات الوجه الواحد، في شكل ردودٍ حالكةٍ، غير مُمتعة للبصر وغير منيرة للبصيرة.
تناول الموروث القيَّمي الديني ليس موقوفا على زمرة، متواضعة المحصول العلمي، تُشرِّع فيه وتُفتي وتهدم الأفكار على حامليها باستفزازات سادرة في غيِّها المتحجِّر.
يُحاول المتحجرون تسويق استباحتهم لإهدار العقل على أنه انتصار للذات الاجتماعية المُحافظة الحارسة للقيم……دَسْنَه
إذا أراد أحدهم أن يغمز عليَّ بالتَّحرر مثلا يُعلق لي: ” انشغلي ببنت اطويلب واتركي عنك الخوض في أمور الدين والشريعة!” .. وكأنه سجل هدفا في مرمى أعداء مجتمع الفضيلة.
هذه العقليات التي تمارس نسقا نمطيا أحاديا من ثقافة مشوَّهة تكاد تكون اجراما ثقافيا، أصبحت أداة إكراه على الصَّمت والاكتفاء بمحادثة النفس، وإلا التعرض للاتهام بالسَّعي إلى تغريب المجتمع وتفسيقه..
لن يعاني المجتمع مكروها، قدر الارتداد به قسوةً إلى ما دون الإنسان، بفكر وتفكير أعرج التأويلات والإختلاقات.
هذا الخوف غير المبرر من كل ما هو غربي الساكن في عقول يعشعش فيها الشك والخرافة والوهم، سيظل حائلا بيننا و الاستفادة من الجوانب الإيجابية لتراث انساني ضخم أعاد تأسيس عقله على العلم والنقد والتحليل وتعظيم الصِّدق مع الذات،… تحاولون عبثا إطفاء دور التواصل الحضاري بين الشعوب. سيستيقظون على العزلة بعد نومكم العميق… تحصين المجتمع من اختلالات الغرب يكون بالمعرفة الحقة للدين.. لا بجعل الدين نزعة تتنافر والإنسانية.