عن جلسات البرلمان../ الهادى السعيد
سبق وأن قلتُ إن الصوت المعارض الناقد -غير المعطِل-، داخل البرلمان؛ ضروري للأنظمة الحاكمة ليكتمل المشهدالديموقراطي، وليضفى صبغة جمال وتشويق على مخرجات النقاش.
ظل هذ الصوت هو الأطغى حضورا فى كل البرلمانات، ولم يعطل يوما مشورع قانون، كما لم يغيرأبدا واقعا.. جميعنا نذكر مداخلات النائب يعقوب ولد أمين فى نسخته الأصلية، كما يحفظ أغلبنا كلمات البرلماني ولد بدر الدين، وفوق هذين كانت مداخلات جميل منصور تنال الإهتمام الأكبر، قبل أن يخلفه محمد غلام على نفس المنوال، فقط، بزيادة دموع، أما النائبان المعلومة منت بلال وكاديتا چللو فكانتا الصوت النسوي العالى للجانب الأيسر من قاعة البرلمان.
جميع هؤلآء، وغيرهم “مروا مر الرياضة”، فى سباق مع عدّاد الوقت على مكتب الرئيس، ولم يتجاوز مفعول كلامهم يوما، مسحة تشويق على الجلسات؛ يستفيد منها بلوارميديا، وتواتر، أو إشادة مدوّن لا أدرى هل يستفيد منها النائب أم المدوّن!
فى برلماننا الجديد يبدو أن المهمة بأيادى النائبان المحترمان، ولد سيدى مولود ومنت خيطور، ورغم علو السقف الذى بلغ سابقوهم، إلا أن البداية القويّة لهما؛ توحى أنهما قديقتربا منه إلم يصلاه.
فى النهاية، يبقى أمل المواطن، معلق بالجانب الآخر من القاعة؛ عسى فيما تقدمه الحكومة خيرا، يجيء على حين “غفوة” من أعضائها، وقبل أن يصحوا؛ يمارس فريقها البرلماني عادته فى تمرير ماتريد، فذاك شرط وجوده أصلا، أما ”أصحاب اليسار”، فلا ينتظر أن يحموه شرا، ولا أن يمنحوه خيرا؛ فدورهم محسوم سلفا، كما أن المواطن العادى، عقيدته السياسية؛ أن النفع والضر من تلقاء الحكومة، وبيدها وحدها يكمن الخير والشر.
88 تعليقات