امنيت أن أنصح الرئيس بنظام غذائي يفيده في الحصول على وزن مثالي!/ محفوظة زروق
ها نحن نستعد لانطلاق مرحلة جديدة تطوي ملف عقد من الزمن لا أقول هو الأسوء في حياتنا لأني لا أحب عند الفراق حرق الزرب ولا تنوي هامتي أن تنحني للقادم من الحكام ولا أطمع أن أكون سياسية لأن السياسة فن وخبرة لا يجيدها من يتلاعب قلبه بأنظمة العقل لكن حب الوطن بداخلي فطرة يحرسها الضمير فاعذروني إذا بدوتُ حزينة إن وجه المحب وجه حزين!
الحياة تتحول في كل لحظة إلى فعل ماضي يجعلني أتصور في مخيلتي التفاصيل وأنا أراقب من بعيد نبض الشارع الموريتاني حيث يبدو ظاهريا أن الأمور تجري وفق هوانا كمطالبين بالتناوب على السلطة إلا أنني لا أخفيكم أنني أتمنى أحيانا أن أقيم يوما كاملا داخل دماغ رئيس الجمهورية لأعرف إن كان ما قال على المنابر حقيقة أم أن بين خلاياه الدماغية تحاك مؤامرة ضد بلادي تتضاءل بموجبها مساحات التفاؤل بزيادة كمية الغاز في باطن الأرض وأن الحقيقة تلتحم بالخديعة بالوهم وتنزلق الأمور لمجهول قد يكون أنكى وأمر! وأقول في نفسي كيف نتخلص من هذا الرئيس بانتخابات جديدة ما دمنا لم ننتخبه في الأصل!؟ وأحيانا أخرى أحسن الظن بالرئيس أنه ليس سيئا إلى هذا الحد!
صادفني الرئيس ذات يوم وهو يمارس رياضة المشي، عرفته وما عرفني و هو يمر بي مر الكرام رغم أنني لستُ مسؤولة عن أحواله بقدرما هو مسؤول عن أحوالي وعن خدوش الحياة التي رمتْ بي إلى هنا حيث لا شيء يضيئ مسائي وفي الظلام الدامس لا نفرق بين العدو والحبيب ولا فرق عندي بين الاهتمام والإهمال كلما في الأمر أنني تمنيتُ أن يسمح لي الرئيس بالتقاط أنفاسي لأسلم عليه وأخذه على انفراد لأنصحه بنظام غذائي يفيده في الحصول على وزن مثالي!
تمنيتُ أن أنصح الرئيس بأن يبدأ يومه بكوب ماء من بعد عطش لعله يمد أنبوبا إلى كل شبر من أرضنا عندما يعرف قيمة الماء وعلى الغداء يتناول رغيف خبز والخبز صمام أمان الشعوب وأنا رأيتُ بأم عيني أطفالا يبحثون في القمامة عن طعام فأردتُ أن أسأل الرئيس على انفراد بعيدا عن الوطن وعلى مقربة من مقر حقوق الإنسان الذي إذا احتكمنا عليه سيضيع لا محالة السلطان لأنه سيسأل عن من سرق خبز الأطفال حيث أمام القانون نحن سواسية والفرق بيننا أنني جئتُ هنا على حسابي بينما هو جاء على حساب الأطفال وأنا لا أنوي مقاضاة الرئيس إنما أحذره من ثورة الجياع! أما في العشاء يا سيادة الرئيس فتكفيك راحة الضمير وإني أخشى عليك إن لم تعمل بنصحي أن تؤدبك الأيام حين تدور!
هنا باريس ودرجة الحرارة تنخفض والزائر الأبيض يكسر خاطر الحدائق .