إليه…في “فالانتاين” / الدهماء
سواء أكان “الفلانتين” قدِّيسًا مُدنَّسًا، أو راهب حُبّ سامرٍ لساعات، أو كان “يومًا” عَطَّلت صَرَعاتُ المدنيَّة اللاَّمُنْتميَّة طبيعته الدِّينية لصالح طابَعه المَدني، كما هو حالُ رأس السَّنة العيساوية،.. مهما كان أصْل المناسبة سابقا، هي الآن مُجرَّد يوم عالمي، يقتات العُشَّاق على بقايا مائدة اعترافاته، يقدِّمون فيه الولاء لقلبٍ، أو يجدِّدون البيعة لآخر.
ما أعرفه أنَّ الله -جل في علاه- أثار الحُبّ في قلوبنا مُذْ قال لنا: كونوا فكُنَّا،.. تهاتَفَت الأرواح بالحُبّ، وتسامى به الوجود الإنساني، من آدم إلى آخر عنقود من أحفاده،
هذه الكلمات – طبعًا- ليستْ للقلوب المُترعة عُقدا ونَكدا،.. هي للقلوب التي اصطادها “اكيوبيد” يومًا بخَفْقَة سهمه الأولى، ..أو التِّي رماها للتَّو فأَثخنها،.. أو التِّي مازالتْ تسعى وراءه بلسان مُنعقد، وناظر مُرتجفٍ من اللَّهفة .. تستعطفُ تسديدة نافذة،
هيَّ أيضا لقلوب سليمة النَّبض، تُجاذب الحياة عفويَّة الأحاسيس،.. لأرواح مصقولة كالمرايا، أينع حُبّها الى أن أدركَ رُشدهُ مودَّةً ورحمةً وطيب أُلفة، في وعدٍ كان للأبد،..
المشاعرُ مهما نَضِجتْ تظلُّ تُسقط من حساباتها التَّكلف والبرمجة، وتَحْمل لِـمطارحَ ليستْ في الحسبان.
تهنئة لكل عظيم يُدثِّر أُنْثاه هذا المساء بشِغاف قلبه الدَّفيئة، ويَعزف لها -برُقيٍّ- لحن الحُبِّ على نيَّاطِ جَنَانه…
عَزاءٌ لقلوب مُقَوْلَبة، مُتجهِّمة كملامح المصيبة، سُدَّت بأبْواب خشبية، كُتب علينا بخط شاحبٍ: الحُبّ إثم وخطيئة،.. تقاوم ارتفاع منسوب الحُبّ ولو ليوم واحدٍ.
شفقةٌ على ظلِّ قلْبٍ مُحايد، باهتٍ، ينعي نفسه من ثقل قيْدٍ يحرمه الشُّعور بتسارع النَّبض هذا المساء.
إليكَ… كلّ يوم لأيِّ شيء جميل وأنتَ بخير.
108 تعليقات