قاطعو الكهرباء.. رحم الله باقلا ما أعقله / ادي آدبه
قد يبدو الربط في هذا العنوان بين الكهرباء و “باقل” رمز العياء.. عند العرب.. غير واضح، لكني أرى أن نقص البلاغة في الأفعال، أسوأ من نقصها في الأقوال، مع أن هناك ترابطا عضويا بين بلاغة التعبير، وبلاغة التفكير، وبلاغة التيسير…. فالذي لا يحسن الأولي، لا يحسن الثانية، لأن الإنسان يفكر باللغة، وعلى قدر ملكته فيها تتضح أفكاره، وتبعا لذلك تنبني أفعاله وقراراته.. سلبا وإيجابا
ولهذا حين علمت بقطع الكهرباء قطعا عاما، توقفت بسببه كل مصالح البلاد والعباد، تذرعا بمنع تسرب مواضيع الامتحانات عبر الإنترنت، ذكرني ذلك بقصة المثل العربي المشهور:
“أعيى من باقل”؛ حيث يقال: إنه مر على قوم يقود غزالا اشتراه من السوق، فسألوه: بكم اشتريته؟ فلم يجد كلاما يجيبهم به، فحرر منه يديه؛ ليجمع أصابعه العشر.. ويمد لسانه، تعبيرا عن العدد: 11دينار ثمن الغزال، الذي راح يتقافز بعيدا فرحا بخلاصه.. شاكرا خصلتي الحمق والعياء… وتصورت نفس الغزال يطل اليوم من سحيق التاريخ.. ليقول لقاطعي الكهرباء عن العموم.. حماية للامتحانات من التسرب الالكتروني: رحم الله باقلا ما أعقله وأعدله!
253 تعليقات