شهادة حق.. جواز السفر.. /مباركة بنت البراء
لا أحب الجدل ولا الخوض في الشؤون السياسية، ولكني سأنقل لكم حادثة عشتها أيام مقامي في المملكة العربية السعودية.
مرة جئت لأداء العمرة، ونزلت عند إحدى الأسر الموريتانية المقيمة، كانت تسكن معها ثلاث فتيات، ممن يأتين بحثا عن زواج المسيار.
وذات ليلة رجعت من المسجد الحرام متأخرة، فوجدت البيت عامرا بالنسوة المقيمات والمتسعودات ، وكانت المأدبة أصنافا، والشاي على أشده، وألوان التجارة معروضة في الصالة.
فهمت من مسار الحديث أن هذا اللقاء لقاء دوري تنظمه ربات الأسر من ذوي الأصول الموريتانية والمقيمات، فيتبادلن الأخبار، ويعرضن البضائع، ويخففن من الروتين.
وأثناء السهرة جرى الحديث عن لا شيء وكل شيء، وامتد ليصل إلى موريتانيا، فانبرت مجموعة من الحاضرات للهجوم عليها.
استغربت كيف يمكن للإنسان المغترب أن يتحدث عن موطنه ومراتع صباه حديثا مماثلا مهما كانت الظروف التي دعته للهجرة عنها، ومهما كان سوء أحوالها الاقتصادية والاجتماعية :
بلادي وإن جارت علي عزيزة@وأهلي وإن ضنوا علي كرام
لكن ما أثار حفيظتي وحملني على التدخل السافر، هو قول إحداهن: ” موريتاني ماهي دوله ادشيره من لوسخ ؤلحمير”
فقلت: ما دامت بلدك وموطنك فلماذا تتحدثين عنها هكذا أمام الآخرين؟!
ردت مباشرة: ” الحمد لله أنا لست موريتانية، استعذت بالله من ذلك، فقط جواز سفري أخذته من موريتانيا لأني لم أستطع الحصول عليه في موطني، وكذلك كلنا وأشارت إلى خمس نسوة.
كانت المتحدثات عن بلد القمامة والحمير غير موريتانيات بل يتبرأن من ذلك براءة الذئب من دم ابن يعقوب، فقط يحملن الجواز الموريتاني الذي خولهن السفر إلى الخارج، وممارسة التجارة، والتهجم على موريتانيا. (لحم الرقبة) كما في المثل الشعبي .
أصدقكم القول أني تمنيت لحظتها ان أمتلك سلطة تخولني استرداد هذه الجوازات وحرقها وذر رمادها من أعلى جبل عمر.
جواز سجل به على موريتانيا الكثير الكثير :
( وحذف ما يعلم جائز كما…)، وليس أدنى ما سجل التهجم عليها كل ذات وجبة دسمة، وسمر على قرقعة كؤوس الشاي.
فنعم ونعم ونعم للحد من منح الغير أوراقنا الثبوتية.
تعليق واحد