canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
آراء

الانتاجية والتغيير (محمد الأمين سيدي مولود)

نحن شعب غير منتج مع الأسف، بل تحكمنا أساليب في غاية التخلف مثل الاتكالية والعجز والكسل، مع جرعة كبيرة من الفساد والتبذير والكِبر، ومن المؤسف ان تشمل هذه السمات اغلب شبابنا ومثقفينا ومتعلمينا، والاخطر اننا نتراجع حيث ينبغي أن نتقدم، ونغفل حيث ينبغي أن نعي.

في نهاية الثمانينات كنا في ريف الأعماق ندرس في الابتدائية والمحظرة معا، مع ما تيسر من جهود اهلية رعيا للمواشي ومساعدة للاسر في السقاية والزراعة والاعمال اليدوية. وكانت القرى حينها، أو كثير منها، منتجة زراعيا، فكنا نذهب مع معلمينا إلى بساتين القرية حيث يبذرون الطماطم والبطاطا والباذنجان والجزر ، اما النعناع فحدث ولا حرج، علاوة على بعض النخيل. كانت القرية تكاد تحقق اكتفاء ذاتيا في اهم الخضروات، وبعض الأحيان نصدرها إلى المدينة (النعمة) رغم أن مصادر المياه كانت آبارا فقط وما يوجد من النقل سيارة او اثنتان بالكاد (تويوتا استوت، ولاندروفير) تجوبان عدة قرى.

اليوم تعددت وسائل النقل واصبحت في كثير من القرى عدة عابرات للصحاري (ابرادو، هيلكس الخ) واصحبت القرية يوجد بها عدة آبارا تعمل بالطاقة (صونداجات) لكن الانتاج الزراعي انعدم، فاصبحنا نستورد كل شيء من المدن بل ومن الخارج وباسعار غالية، رغم أن اغلبية سكان القرية عاطلون عن العمل. إنه التراجع والانتكاسة، حيث كان يفترض العكس!

اما وطنيا فلم نستغل بعد 20% من اراضي الضفة الخصبة، ومازال انتاجنا ينحصر في الارز والقمح اساسا رغم حاجتنا الماسة للخضروات والفواكه، ورغم حاجتنا للعمل والانتاجية في كل شيء.

أما المهن الحرة وقطاع الخدمات والحرف والتجارة في المشاريع الصغيرة ومشتقات التنمية الحيوانية وغيرها فإننا نضيع فيها آلاف الفرص، وذلك بسبب عقليات اجتماعية فاسدة مفسدة، فنضيع فرصا كثيرة في الصيد التقليدي، واخرى في المطاعم، وبيع اللحوم والمقاهي الخ من المجالات التي يرى شبابنا في العمل فيها منقصة لا يراها في الكسل والاتكالية وانتظار عطايا الآخرين!

أما الفساد بل الإفساد فينخر مجتمعنا طولا وعرضا، فكم من بيت يوجد به عدة اشخاص من بينهم شباب وشابات متعلمون _ يبرّ _ ومع ذلك يمسون ويصبحون لا شغل لهم غير إرهاق كاهل معيل (اب او جد أو عم او خال أو ام مطلقة أو ارملة) بكماليات مكلفة غير مفيدة، فلا بد من هواتف ذكية غالية وارصدة دائمة، وآخر صيحات الدراريع والملاحف وغيرها، وبعض الأحيان تأجير سيارات للبذخ والفساد المالي والأخلاقي. ثم ينظر كل منهم المرآة مساء وصباحا يجدد البيعة مع عقد الكبر والكسل والاتكالية من خلال مظاهر خداعة في لباس حصل بشقاء أحب الناس إليه، لا ينظر إلى المستقبل ولا يفكر في مصيره بعد سنوات قليلة سيجب عليه مواجهة الحياة شاء ذلك او ابى … !

إن مجتمعا يتكالب على منتجيه _ رغم قلتهم _ ليرهقهم ويفلسهم بكثرة الحاجيات غير الضرورية، ويرغم موظفيه ومسؤوليه على الفساد _ رغم قابلية اغلبهم للفساد بمهارة بل سعيه إليه _ بسبب الاتكالية وعدم الواقعية ولا الانصاف مجتمع مريض يحتاج العلاج الجاد والحقيقي!

ذات مساء مع بعض الشباب الجامعي في مقهى قبل حوالي ثلاث سنوات سألتهم، هل يستطيع اي منكم ان يذهب للمربط في تنويش ويشتري 10 كلغ من لحم الإبل _ مثلا _ ثم يبيعه في المدينة بربح يزيد على 500 للكلغ؟ فردوا جميعا بالنفي انهم لا يستطيعون والسبب طبعا هو نظرة المجتمع إليهم كما قالوا.

إذا لم يكن الشباب المتعلم الساعي إلى التغيير هو من يقود المجتمع إلى تغيير العقليات فمتى سنتغير وكيف؟ وإذا لم يكن الشباب الذي يحمل الأفكار الجيدة للتغيير والرؤية المستقبلية والمبادئ محصنا بالانتاجية الذاتية والاستقلالية المادية فكيف سيصمد في طرحه ومساره؟ وكيف يكون قدوة وهو عالة اتكالي او كسول عاطل؟!

إن التغيير الحقيقي الصلب يأتي منا، فلا بد من تغيير العقليات، تغيير السلوك السلبي في كل مظاهر الحياة، تغيير ينال نمط المطالعة، ونظام السير، وتنظيف الشوارع، ونمط العلاقات الاجتماعية، ويصل الانتاجية ومحاربة فساد الافراد والاسر والسلطات.

إننا نريد التغيير دون أن نتغير وهذا أمر شبه مستحيل !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى