في صميم السياسة (د. الداه ولد آدبه)
لست من من يواكبون الحراك السياسي الذي يشهده الوطن منذ أشهر ويدونون مجموعة من الآراء توضح توجهاتهم السياسية ومواقفهم الشخصية إزاء كل منعطف سياسي .. اعتقادا مني بأن الحديث في السياسة قد يكون فرض كفاية والآن وبعد ان وصل الصراع داخل أروقة السلطة إلى هذا الحد الشنيع لم يعد من المقبول الصمت ذلك ان الصمت في هذه المواقف يعني المشاركة الضمنية او القبول المحتشم بما يجري والساكت عن الحق شيطان أخرس … الوطن للاسف يمر بظروف عصيبة هذه الأيام.. لقد توسم الموريتانيون خيرا في الرئيس ووقفوا معه إلى ان وصل إلى سدة الحكم اعتقادا منهم بأنه سيقوم بمسح الطاولة من حينه ويبعد الذين اقترفوا السيئات في حق الوطن ويعتمد على وجوه جديدة لم يسبق لها ان جربت وتمتاز بالكفاءة والوطنية وأننا سنشهد حربا شعواء لا هوادة فيها على الفساد ورموزه حتي تعود المبالغ المنهوبة من خزينة الدولة وتستعيد الدولة هيبتها بسيادة القانون ومشاركة أبنائها البررة في البناء والتعمير… لكننا للاسف انتظرنا طويلا تشكيل الحكومة فإذا بنا أمام حكومة هجينة نصفها تقريبا من رجالات النظام السابق والنصف الآخر رغم كفاءة اشخاصه إلا أن المحاصصة العرقية هي التي أدخلته الحكومة مما يعني أننا ما زلنا نفكر بنفس الذهنية القديمة وبأن هيمنة النظام السابق ماتزال واضحة … امتص الشارع الصدمة واوهم البعض نفسه بأن التخلص من النظام السابق لن يتم إلا بالتدريج فجاء الجواب على لسان الوزير الناطق باسم الحكومة واضحا بما لا يدع مجالا للشك … أنني أعتقد بأن محاولات الديناصورات السياسية المنتمية للنظام القديم لإعادة السيطرة والتحكم في النظام الجديد سببها ان الرئيس لم يقم في ساعاته الأولى بقرارات جريئة وحاسمة تجبرهم على الاختباء في جحورهم ..كما أنه لم يعين مستشارين كبار بالقصر الرئاسي بل أبقى على جميع المستشارين والمكلفين بمهام في أماكنهم مما يصعب عليه المهمة .. لذا كان من الأولوية بمكان تطهير الرئاسة والوزارة الأولى من هؤلاء الأشخاص .. لأننا نعلم وحسب رأي الفيلسوف السياسي البارز ميكيافلي : بأنه إذا أردت أن تعرف ذكاء الحاكم فأنظر إلى الذين يحيطون به … صلاح البلاد والعباد مرهون بالبطانة الصالحة
2 تعليقات