الثقافة، الرافعة الخائرة / الولي سيدي هيبه
ظلت “الثقافة” دائما، وفي شموليتها، المحور الجوهري في سياسات جميع البلدان التي لها شأن معلوم بين الدول ولأممها سبق في التحضر والمدنية حيث ينعم مواطنوها بالرقي السلوكي المشهود ورهافة الحس الجمالي وسمو الذوق الفني والتقدم العلمي والتطور التكنولوجي والعدالة الاجتماعية، لأن نخب هذه البلدان وشعوبها أدركت أن الثقافة هي الرافعة الأولى إلى كل ذلك وضمان استمرار التألق والعطاء والمنافسة الإيجابية والبقاء الآمن والمتوازن.
وإنه من هذا المنطلق ليحز في النفوس، يؤلم ويقض المضاجع أن نظل – بفتور المغلوب على أمره – نتابع من خلال شاشات القنوات التلفزيونية المحلية، تسجيلات معادة في تكرار مريع لما يفرض أنها تظاهرات ومحاضرات فكرية وعلمية وثقافية ذات هدف كبير وحمال ومستوى رفيع من خلال طرق وتناول مواضيع فكرية وعلمية وتاريخية لها ارتباط وثيق بالحاضر وما يتطلب من حصافة وجد في مسار بناء العقل السليم والمتحضر الملائم لصرف قضاياه الراهنة واستشراف المستقبل بحيث يرى ويعمل على هذا الحاضر الذي تقوم معالمه وتنبني أسسه حول الرؤى المطمئنة على أمان مساره وضمان قوته، تنعم بها الأجيال الحاضرة فتهيئ للاحقة مع استمرار العطاء الذي تُحينه مقتضياتُ التاريخ ومتطلباتُ التميز وعملية بناء لا تتوقف.
تظاهرات ومحاضرات مكررة المضامين – إلا القليل ـ لا تخفي:
– غياب الجهد الأكاديمي والبحثي الرصين،
– الاعتماد الشديد في إعدادها وطريقة إلقائها على عنصري “القص” واللصق،
التغاضي عن جهد التحيين،
– البعد عن استدراك نتائج مستجدة حاصلة من نقد عميق ومتزن،
– إهمال القراءات المتأنية المتأملة،
– عدم استحضار محصلات للاجتهادات المبررة والسامية المقاصد.
تعليق واحد