…المبدع يبقى عاجزا عن قول ما يريد …./ الكاتب خفي الاسم ذاكو وينهو
ومضة ….!!!
المبدع وحده يحس الوجع اللذيذ للخلق…لأنه يعيش حقيقة العجز عن البوح الكامل …الإبداع جزء من ولادة…. الولادة الكاملة لا تحدث أبدا….هناك أسرار لا تذاع…مهما حاولنا نصطدم بسارية تعيدنا إلى اتجاه آخر….السر هو ما نحب أن نقول والنص هو ما يمكن أن نقول….لذلك تلجأ الكلمات إلى كتائب دعم….هي الإنسان كله…حركات يديه….قسمات وجهه….نظراته….أناته…ابتساماته….هي صور العجز أمام جلال ذلك السر الجميل المحير الذي نزداد منه بعدا كلما اقتربنا منه…..في رحلة التخلي هذه ، في لحظة التحلي هذه ، في حيرة التجلي هذه ينقل إلينا قليل من الناس بعض المشاهد والأحاسيس….ويبقى في النفس وهج يشتعل….وحرف تمرد على اللجام فند….و مشاعر احتجبت وخافت من الدنيا….فآنست الى الكمون…والانزياح إلى حيث لا أحد يمر…ولا أحد يفشي … و لا أحد يقترب من خيمة الخلوة ..الإبداع تطويع مهارات البيان بنطفه….بتشكله…بصيرورة تكوينه الجنيني و الجيني لحلم يريد المبدع الحق أن لا يراه واقعا….لأن حياة الحلم هي استحضاره وليست إحضاره….إذا أشعلنا عود الثقاب انطفأ…. الولادة موت….والحياة ترقب….. المبدع الإنسان فنان بعمله السحري ينتزع منا شهادة تفيض حرارة وتموجا أنه شيء لا يتشيأ….أنه حالة نعيشها …نحسها…..ونختصرها في بيان بيعة مقتضب …
الحب مع المبدع علامة تفوق وتعال …عالم ممنوع على القاصرين فكريا وعاطفيا وفنيا…نحن مع المبدع أمام الحب ..الحب صعود والجنس هبوط… المحب (المبدع) يذوب في الصور الجميلة والمعاني السامية ويغرق في بحيرة أنوار بألوان قزحية حالمة….لم يعد إنسانا لأن طينة البشر تراب….وهو كائن سماوي له مع كل قارئ صفة وصورة….المبدع يرمز..يوحي…يلهم…يشير….لكنه يبقى عاجزا عن قول ما يريد ….