على المبهورين بحركة الإلحاد من شبابنا أن يدركوا ما يلي:
– أن الإيمان بالله تعالى هو حاجة إنسانية أولاً قبل أن تكون قضية معرفية، وبشهادة كبار الملحدين، يقول البرت كامي: “إن طريق الحياة وَعِرٌ وَشَاقٌ بِدُون مُسَاعَدَةِ الدِّينِ والحُبّ وَالفَن”.
– الإيمان بالله ووجوده ليس مسألة عقلية بحال من الأحوال والعقل لا يهدي إليه، لأن العقل المحدود الموصوف لا يمكن له إدراك المطلق الذي لا حد له ولا وصف.
ومن هنا جاءت قاعدة الإيمان الاولى وهي الإيمان بالغيب.
– أن الدين وحده الذي يقدم وعدا أخرويا فيعطي الحياة معنى ويعطيها سياقا وغاية تنتهي إليها، وهو ما لا تقدمه أية رؤية أخرى إذ كلها تحيل إلى سعي عبثي لا غاية له ومصير عدمي محبط.
يقول تولستوي: ” من حسن الحظ ان هناك يوم للقيامة نقف فيه بين يدي من هو بكل شيءٍ عليم، وحينئذ سنفهم كل ما حدث.
– أن الدين ارتقى بالقاعدة الأخلاقية ورتب لها الجزاء الرادع ليس في الدنيا وحدها كما للقاعدة القانونية، بل عززها بجزاء أخروي رادع يعلو على الوازع الذاتي ولا يُلغيه.
– أن النظرة إلى الدين ومحاكمته على قاعدة سلوك المتدينين وممارساتهم وحتى مفاهيمهم وخلاصاتهم أمر فيه حيف وتعسف كبير، فالإيمان كما يرى المتصوفة وأهل العرفان هو تجربة ذاتية أولًا وأخيرا، تستفيد من تجربة الآخر في سيره إلى الله، ولكنها لا تجعل من تلك التجربة قاعدتها ومرتكزها فتلك نهاية الإيمان، وبالتالي هو تجربة ذاتية وكدح متجدد إلى الله دائم
سيدي محمد ولد محم