دندنة !!!/ المرتضى ولد محمد أشفاق
تظل الخلفية الثقافية والمرجعية الفكرية سائدة في الكتابة رغم مستوى المتكلم ورغم الانصهار الذي يعرفه المجتمع بصورة عامة بحكم المدينة ، و المدنية ، والتعايش ، والذوبان النسبي للخصوصيات…
في هذا الموضوع المتشعب والغامض أحيانا اكتشفت أن ما اطلعت عليه على الأقل من مدونة الشعر الحساني تسود فيه أغراض مثل المدح (مع المديح النبوي) والهجاء والغزل …
لاحظت أن نسبة كبيرة من الغزل ظهرت عموديا ، بينما انتشرت الأغراض الأخرى أفقيا ، هل هو احتكار أم احتقار ؟؟ أم أن الغزل غرض مدلل و ترف أحاسيس ، ينبغي أن يظل في دائرة الاستبداد العاطفي ؟؟
في موضوع التبراع ، وهو أدب نسوي جميل وبليغ تنفست به المرأة سرا ، نسوة يجتمعن خفية ويحررن خلسة بعض مشاعرهن في بنية فنية رقيقة تسري بسرعة وتبقى القائلة مجهولة أو معروفة في دائرة ضيقة جدا….بنية التبريعة : سطرها الأول قصير يتناغم و خوف المرأة و التفاتها يمينا و شمالا لتطمئن بانعدام الرقيب ، و سطرها الثاني طويل لأنه يصور ارتياحها بعد التحقق من الأمان ، حتى هذا الفن المتميز و الخفيف المكتنز ظل بنسبة واسعة يسلك نفس المسار…قلق فكري قاد إلى إشكال :
عشنا قضية المرأة ، حريتها و حقها في المساواة ، تعلمت و حصدت أعلى و أرقى الشهادات في مختلف فروع المعرفة ، و زاحمت الرجل في الوظائف و الاستحقاقات و المواقع السياسية ، و أظهرت أنها ند كفاءة و أمانة ,,,,
لكـــــــــن المرأة شاعرة و كاتبة ظلت غائبة في عالم العطف ، فلماذا لا تعبر عن مشاعرها العاطفية نحو الرجل ؟ ؟؟ هل أعدمت الحياة الجديدة تلك المشاعر و زرعت في المرأة قلبا من حجر ؟ لماذا لا نقرأ اليوم لشاعراتنا قصائد حب في الرجل فيخرجن من عصر الوصاية الشعرية عليهن ؟؟؟ متى تبقى المرأة محرومة من جواز سفرها إلى تلك الأرض المقدسة و متى نراها فاتحة لا فاتنة في أرض الرجال؟؟؟