اسئلة على هامش “تاريخ الكادحين” ( 1) / عبد القادر ولد محمد
لماذا كتابة تاريخ الكادحين و هل هو تاريخ يستحق الكتابة ؟
طبيعي ان يكون تاريخ الكادحين محل خلاف حاد بن الخائضين في موضوعهم، و غير هم من المحدثين.
فهناك من لا يرى فيهم الا ظاهرة طفيلية تم تضخيمها من طرف حكوايتين في ايام البساطة و عبر اغنيات ” ليالي اجركان” من قبيل “” مدو الايدين للكادحين”…
و هنالك من يعتبرهم حفنة من الكفرة الفجرة الشيوعيين الذين كان عليهم أن يخرجوا من تاريخ مورتانيا خاسئين .. بينما يعتقد آخرون و منهم كاتب الحروف أن حركة الكادحين تعتبر من أهم إن لم تكن أهم الحركات السياسية التي شهدتها موريتانيا، و التي لا يمكن اطلاقا لمن يهتم بتاريخ الأحداث و الأفكار السياسة أن يتجاهلها ..
صحيح انها لم تكن الحركة السياسية الوحيدة، بل انها نشأت من رحم التيار القومي العربي قيل أن تتحول إلى حراك شعبي استقطب الشباب و النساء ، و لقي قبولا واسعا في كل مكونات الشعب الموريتاني و هذا ما تميزت به حركة الكادحين عن غيرها من الحركات الأخرى التي أثرت في المشهد الموريتاني كالبعثيين و الناصريين قبل ظهور الاسلامين كما نعرفهم اليوم ،ذلك لأن تأثير الاسلامين في عقد السبعينيات على الشباب كان خجولا .
و اذكر على سبيل المثال انطلاقا مما عايشته شخصيا في السنة الأولى من السلك الاعدادي في مدينة ابي تلميت أنني لما قدمت من مدينة اكجوجت مع زملائي تم حشر اغلبيتنا تلقائيا في خندق الكادحين من طرف جماعة تسمى ب “الخوينجين” و كنا حينها لا نميز بينهم و بين الناصريين،
و لعل العامل المشترك بينها في تلك الحقبة هو أن أهدافهم السياسية تكاد تتلخص في تكفير الكادحين و كثيرا ما يبدا نقاش أحدهم بوصف من يشم فيه مناصرة الكادحين بأنه شيوعي، و ربما يسأله هل يصلي ام لا ؟ فيتوقف النقاش في احسن الأحوال و أحيانا يتحول إلى غزوة ضد الكادحين في القسم الداخلي .. مع حملات تشويه في وسط محافظ حتى النخاع …هذا على الرغم من ان جل شباب المدينة كان يحسب على الكادحين.
و بغض النظر عن تلك التجربة الشخصية و عن ذكر الا شخاص، يبقى السؤال الاهم المتعلق بتاريخ الأفكار السياسية هو ما ذا بقي منها في الذاكرة و ماهو مدى تأثيرها في المسار السياسي للبلد .. و من هذا المنظور يتعين تدوين تاريخ الحركات السياسية كلها و على وجه الخصوص تاريخ حركة الكادحين التي كانت في حقبة ما المحرك الأساسي للتاريخ الوطني..
عبد القادر ولد محمد