الدنيا لعبة إسرائيل” / الحسن مولاي علي
ذاك عنوان كتاب ألفه ضابط بحرية أمريكي اسمه “ويليام كاي كار” شارك في المعارك التي تلت “إنزال النورماندي” خلال الحرب العالمية الثانية، وقد عثر، وهو على الحدود الفرنسية الألمانية، بعد تخليص باريس، على بقايا رجل وحصان، وجرابين من جلد، أحدهما كان ملؤه ذهبا، والثاني ضم وثائق نادرة.
بعد الفحص والدراسة، تبين أن ما عثر عليه الضابط، كان بقايا رفات رسول من مؤسسة “روتشيلد” المالية اليهودية، في ألمانيا، وقد ابتعث-سرا-من ألمانيا النازية، ليؤمن بعض المال والكثير من الوثائق، في خزانات خاصة ومحددة، في فرنسا، ثم تعرض ذلك الرسول وحصانه صاعقة برق، هلكا بها.
انتهت الحرب، ثم عاد الضابط إلى بلاده بكنز الوثائق الثمينة، ليستخرج منها كتابه الفريد: الدنيا لعبة إسرائيل، لكن الكتاب ما كاد يطرح في الأسواق، حتى اختفت جميع نسخه، دفعة، ثم اختفت دار النشر، واختفى الضابط المؤلف وكل أفراد أسرته، وإلى الأبد.
لم تنته تلك الأحداث الغريبة عند هذا الحد، فقد استطاعت دار نشر لبنانية بيروتية تدعى “كوسموس” أن تعثر على نسخة من الكتاب، دفعت بها إلى مترجم، نقلها إلى اللغة العربية، فأخرجتها الدار في طبعة أنيقة، لكنها لم تكد تعرض في السوق، حتى اختفت كل نسخها ثم اختفت دار النشر والمترجم، إلى الأبد.
وأزيد القارئ الكريم من الغرائب فصلا، ففي سنة1978م. أهدى إلي صديق عزيز نسخة من الكتاب، من طبعة الدار اللبنانية، فقرأتها عدة مرات، ثم تخيرت لها مكانا مكينا في مكتبتي المتواضعة التي كانت تقاسمني غرفة نومي؛ لكن يدا مجهولة امتدت إلى النسخة اليتيمة فاختفت إلى الأبد..!!
ذلك جانب يسير من عبث أخطر منظمة أشرار في العالم هي”الماسونية” صنيعة الصهيونية التي تخفي حقيقتها وأهدافها عن العاام، خلف ضباب كثيف من علامات الاستفهام، ويتشارك أعضاؤها عقائد وشعائر ورموزا ومفاهيم غاية في الضبابية..
حقائق الدين والأخلاق والعدالة ومعنى الحياة وما وراء الطبيعة ونظام الكون ومفهوم الخير من بين عناوين أخرى عديدة، هي الشاغل في أقبية محافل الماسونية، والهدف هو السيطرة على العالم، وإعادة صياغة حياة علمانية تلغي الدين، وتمكين للمشروع الصهيوني.
تختار الماسونية أعضاءها ومنتسبيها من ذوي المكانة التي تمنح صاحبها نفوذا في مجتمعه. وفي البدايات الأولى لانتشارها في ديار العرب والمسلمين، تحت سنابك خيل الاحتلال، أغرت المحافل رؤوسا كبيرة؛ من ساسة وعسكريين وعلماء ومصلحين وكتابا وفنانين؛ كان منهم من لاحقته الشكوك فغادرها.
على أن الاحتلال جعل من المحافل الماسونية مراكز لتدريب وإعداد النخب التي هيأها لكي تخلفه، وتحمل العبء بعده في مناطق قرر أن يغادرها، طوعا أو كرها، فاكتظت الدوائر بعده بسدنة المحافل، مدنيين وعيكريين، وقيادات مختلفة، تجمعت بها خيوط القيادة في أيدي الماسونية، بعلم من عمل وجهل من جهل.
قبيل وفاة الملك حسين بن طلال ملك الأردن الراحل، بأيام قليلة، نقل على فراش مرضه، من مستشفى في واشنطن، إلى طائرة للطوارئ وإلإسعاف، أقلته في حالة استعجال، مع طاقم أطبائه إلى عمان، في رحلة لبضع ساعات، خلع خلالها شقيقه الأمير الحسن، من ولاية العهد، وقلدها نجله عبد الله، قبل أن تقلع به طائرة الطوارئ عائدة إلى مستشفاه في واشنطن، حيث وافته المنية بعد أيام.
أثارت رحلة الملك الحسين تلك، وبالترتيبات العاجلة فيها، نقاط استفهام كثيرة، ظلت بلا جواب، ردحا من الزمن، إلى أن كشفت دوائر الماسونية العالمية، مؤخرا، ان الملك حسين كان منذ اعتلائه العرش، رئيسا للمحفل العام للماسونية، في كل الشرق الأوسط؛ وأن تلك الدوائر الماسونية فرضت عليه تلك الر حلة المريبة، لينقل ولاية عهده إلى من يكون خلفا له في رئاسة المحفل، وهو ابنه عبد الله.. ثم بطل العجب..!!
وفي مقابلة مسجلة بالصوت والصورة، على اليوتيوب، نقل الإطار التونسي البارز، الدكتور أحمد القديدي، عن رئيس وزراء فرنسي أسبق هو أدغار فور، أن الأخير حدثه أنه من أدخل الحبيب بورقيبه، ثم من بعده الحسن الثاني، وآخرون غيرهما، في شبكة الماسونية العالمية، وذلك في أواسط الخمسينيات من القرن العشرين. مضيفا أنه أخبره أن أهم مبادئ الماسونية هي:
– نبذ الأديان باعتبارها معيقة للتقدم؛
– الميكيافيلية، في الغاية واالوسيلة؛
– سحق المخالف بلا شفقة أو تردد…!!