لا وطن للفقراء / قريني امينوه
لا وطن للفقراء …. أبواق فى أذن مواطن كان قدري أن أُزف بأبواق محتفلين مفترضين يتمايلون طربا على إيقاع تخلفهم الكامن فى ذواتهم .نواكشوط؛شارع المختار داداه عشية عيد الاستقلال ، سرب سيارات كيلومتري الطول بأبواق ملاعب مونديالية النفخ تجوب الشارع، آلاف المراهقين شديدو الحماس يتحكم الادريالين بقراراتهم فى التفحيط وإصدار الأصوات يجوبون الشارع منذ ست ساعات .
وعير بعيد ينبعث هدير مغني مجهول مصدر الإلهام يؤدي وصلة غنائية فى حفل ساهر بالملعب الأولمبي: الأغاني خليط عجيب من فسيفساء موسيقية شديدة الغرابة ومحدودة الطرب، تتخللها أصوات عجيبة تستجدي حماس جمهور متعطش لفرح قلما يزور هذه الربوع.فالفرح هنا ترف لايُطلب ومشاع لقلة يحملون أسماء مشعة دب البشر(بكسر الباء) فيها منذ بزوغ الدولة ولم ينقطع وهجها الى اليوم .الاحتفال هنا ؛ ماركة مسجلة لأبناء المحظوظين، أولئك الذين تُفتح لهم حسابات وهم لم يبلغوا الحلم بعد ، أولئك الذين لا يشبهوننا فى شيئ ، نحن الذين نتأثر بإرتفاع درجات حرارة الجو ، وارتفاع أسعار أرز الضفة ونتأثر بإرتفاع منسوب الأمل ، فالأمل صفة منافية لوجودنا على هذه الأرض ولايعني لنا الكثير فنحن غرباء فى السوق وفى البنوك وفى المسابقات وفى الأفراح .
مكاننا الطبيعي هو الأتراح غرباء فى التعيينات فنحن تكملة عدد حين يزورنا رئيس ، وغرباء حين تُدشن حنفية على أطراف وجع من خريطة.الليلة عيد للذي استقل عن وجه تاجر يسومه العذاب عند كل استدانة.والليلة عيد للذي يرى سلالته ممثلة فى اتحاد البنوك ومجلس الوزراء والمجلس الأعلى للقضاء ونادي مورردي السيارات رباعيات الدفع .أما المواطن الذي يبعد 25 كلمتر عن وسط المدينة والمحاصر بتلال الترحيل والقابع فى ديونه وأمراضه وعقده فلايعنيه نوفمير فى شيئ ولايعنيه الإستقلال فى شيئ وبالنسبة له مازال كبولاني حيا يرزق ومازال ولد كيجه النصراني يشرب اللبن فى فيافي موريتانيا.