اوكرانيا واللحظة التاريخية الفاصلة.. روسيا تزيل آثار القطب الأميركي الواحد.. والاخير يتخبط/ هنادي الصالح
التاريخ يعيدُ نفسه… يُكتب بيد الأقوى والأجدر… من تشرّب القوة والحِنكة وهزم النازيين وقدّم لأحفاده أساطير مقدّسة ينهلُ منها شعب السوفييت إلى يوم القيامة أحفاد لينين وستالين أولئك الذين قدّموا في معتقلاتهم أنذاك بمحابر قلوبهم رسائل من نار… أرّخت لدولة عظمى نِدة للنازية الجديدة ولكل طامع.
من يقرأ تاريخ القادة الروس يجزم بحنكة القيصر “بوتين” وبكفاءة جيشه المتشرب من إرث لينين التي كانت وثائق سرية بعصر الليمون والحليب الذي حفظه في محابر صغيرة صنعها من الحبر كان حينما يسمع أصوات أقدام السجانين عند باب الزنزانة يسارع في الحال الى التهام محبرته…أشهر ما كتبه في رسائله مازحاً (أكلتُ اليوم ستّ محابر) وكان اللذين يتلقون هذه الرسائل السرية، يدفئون الكتابة المخفية أو يغمسون الصّحائف في ماء حار ليظهروا الخطوط وليتعلم الأجيال وليشب جيل مشبع بالبرود والذكاء والغيظ ان تم استفزازه.
نفذ صبر القيصر الروسي…. والأميركيون لم يتراجعوا عن ألاعيبهم الحمقى جبهات الجمهوريتين المستقليتين (لوغانيستك ودونباس) بين الفينة والاخرى تُشعل وتُخمد
استفزازات بالجملة محاولات دخول اوكرانيا لحلف الناتو وتصعيد من أميركا ودسّ الفوضى
أميركا راقبت الوضع عن كثب وبدأت بتحريك ذيل أذنابها في كل مستنقع حطّت يدها العفنة عليه ولا سيّما أوكرانيا برئيسها (زيلنسكي) الصهيوني من أصول روسية والذي سجنه ونفاه ستالين آنذاك ورئيس وزرائه (دينيس أشماهون) الصهيوني بالاضافة الى عشرة وزراء آخرين.
لم يمتعض القيصر بل خطّ بتوقيعه البارد الصارم على اعتراف روسيا باستقلال الجمهوريتين “دونباس ولوغانيستك” وبذلك أرسل إشارات للعالم وعلى وجه الخصوص لأميركا رسالة فحواها ” أي تعرض أو هجوم للجمهوريتين يعني هجوما على روسيا وعلى روسيا الرد وعدم الدخول الى الناتو بذلك تعيد روسيا السيناريو ذاته (2008),
عندما دخلت روسيا أراضي جورجيا دفاعاً عن جمهوريتي “اوسيتيا و ابخازيا” عندما قررت جورجيا الانضمام للناتو روسيا هنا موضع المتدخل المدافع وليس الغازي
لم يمض على اعتراف روسيا بالجمهوريتين سوى ساعات حتى تخبط بايدن في البيت الابيض رافضا التفاوض حتى مع لافروف فما كان منه الا ان جمد عدة بنوك روسية كرد قاس على حسب زعمهم على بوتين لكن لم يدرِ الأميركي ان صبر الدب الروسي نفذ وأن حفلة الألعاب النارية ستبدأ على أراضي أوكرانيا.
أياً يكن إن لم يتفاوضوا مع لافروف بسلام هنالك تفاوض مع شويغو وزير الدفاع الروسي
أوكرانيا لم تقف عند هذا الحد بل ارسلت بمدرعاتها باتجاه القوات الروسية المتواجدة على حدود الجمهوريتين فجابهتها القوات الروسية بالتصدي وأسر 5 جنود اوكرانيين ولتبدأ هنا روسية أولى خطوات حربها السيبرانية على اوكرانيا بضربة عطلت موقع البرلمان الاوكراني وموقع وزارة الدفاع وأطلقت جيشها باتجاه أوكرانيا على أنغام أغنية “كاتيوشا”
بذلك تعيد روسيا بقيصرها إعادة تغيير هيكلة لمنطقة العالم.
الأميركي لن يتعلم الا بالقوة بأنّ هذا العالم لن يبقى على وتيرته المرسومة فالصفعة الروسية بيد بوتين آلمت خد بايدن وهزت عرش القطب الواحد وستمحى آثاره.
الناتو بقيادة أميركا يدفع الشعوب للانقلاب على دولها ووضع حكام موالين له ثم يؤجّج الصراع الداخلي تحت اسم ” الثورات الملونة” في العالم نفس الربيع الدموي في الشرق الأوسط لكن بمسميات مختلفة وحينما تدخل القوى العالمية يدير الناتو ظهره ويتركها لمصيرها المحتوم وتبدأ أميركا بالتخبط في مكانها لكنها تراقب سحق حلفائها في “كييف”.
هذه ليست حرب بمعناها إنها إعادة هيكلة جديدة للعالم بقيادة قيصر روسيا ولها آثارها الايجابية على الملفات الساخنة في الساحة العربية وأهمها فرار الناتو من مأرب بعد دخول قوات صنعاء اليها اليوم وغيرها في الطيات المخفية الكثير خاصة بعد نشر روسيا صواريخ جديدة العابرة للصوت كرسالة اولى لاميركا وحلفائها منها بعد حرب اوكرانيا سيكون في سوريا حرب في شرق الفرات لتطهيرها من البراثن الاميركية وقسد ثم اليمن تحولات لصالح القوات اليمنية تقصم ظهر إسرائيل.