واحد وثلاثون يوما على الحدود الروسية الأوكرانية.. تجربة ميدانية شخصية/ ماجد العطي
25 مارس 2022، 17:55 مساءً
صادفت العملية العسكرية الروسية ضد المراكز النووية والبيولوجية والقواعد العسكرية المدعومة من اميركا على الأراضي الأوكرانية بتواجدي في رحلة خاصة الى مدينة بيلغورود الروسية , والتي لا تبعد عن الحدود الأوكرانية وتحديدا عن مدينة خاركييف سوى 50كيلومترا .
فكنت منذ البداية حتى تاريخ 17-03وهو تاريخ مغادرتي للمدينة التي تستقبل اللاجئين الأوكرانيين والتي من خلالها تقوم فرق اغاثية روسية بإيصال المساعدات للداخل الاوكراني عن طريق فرق تطوعية وهيئات حكومية لإيصال الغذاء وما يلزم لمن انقطعت عنهم المساعدات .
لم تؤثر الحرب الدائرة على مجرى الحياة الطبيعية في هذه المدينة . فمنذ اليوم الأول حتى مغادرتي وهي تعيش حياة طبيعية حتى ان العقوبات الاقتصادية التي فرضت كأنها فرضت على من فرضها وبعكس ما يروجه الغرب واعلامه المضلل واستفراده في نقل الاحداث وشيطنة روسيا والتهويل بحجم الخسائر الروسية ويصور لك المشهد بان القوات الأوكرانية على بعد امتار من موسكو , وللأسف لم يرتقِ الاعلام المساند للعملية العسكرية بتفنيد أكاذيبهم ويكتفي بنقل بعض التصريحات الرسمية الروسية .
لا شك ان الحرب تحمل في طياتها الكثير من المعاناة و من يقرا التاريخ جيدا يعرف عمق العلاقة بين الشعبين الشقيقين الروسي والأوكراني . و نعلم جيدا كم حاولت القيادة الروسية تجنب نشوبها لكنها فرضت عليها للحفاظ على امنها القومي الذي يسعى الغرب الى تحطيمه , والاستيلاء على مقدراتهم فقد استطاع الغرب ان يهيمن على اوكرانيا بواسطة انقلاب على الحكومة الشرعية عام 2014بحجة الديمقراطية وعزل قيادتها بقيادة فيكتور يانوكوفيتش . ولم يكتفِ الغرب بالاستيلاء على القرار السياسي , بل شرع في تطويق روسيا والتحضير لحرب سيشنها من خلال تطوير المفاعلات النووية والبيولوجية والبنية العسكرية لتكون في مواجهة الروس ودعم القوميين النازيين للتفرد بالحكم وعزل كل من يتقرب من الجانب الروسي واضطهاد شعب دونباس الذي يتحدث اللغة الروسية وحرمانهم وابادتهم . حتى أنهم اضطروا للانفصال وطلب الاستقلال دفاعا عن ارضهم وشعبهم وطيلة ثمانية أعوام وهم يتعرضون لأقصى أنواع المواجهة ولم يذكر الاعلام الغربي والعالمي عن هذا الشعب الذي يعاني القسوة من اشخاص لا ينتمون الى البشر.
لا شك ان الحرب ترقى الى مستوى حرب عالمية فحلف الناتو الذي يشارك بالإمدادات لا يمكن لنا القول بانه حيادي ويقدم كل أنواع التكنولوجيا واحدث أنواع الأسلحة التي يمتلكها .
كلنا يعرف ابسط أنواع الشراكة بان يقدم لك احدهم المال والآخر يقدم الجهد والخبرة لكن هذا بالقانون التجاري هم شركاء وعندما تصرح القيادة الامريكية بانه اذا قتل زيلينسكي فهي تحضر للبديل واذا انهزمت أوكرانيا ستحضر لحكومة منفى في بولندا فكل ذلك يؤكد مدى انغماس اميركا وحلف الناتو في هذه الحرب وان الروس يواجهون الغرب بأكمله على أراضي شاسعة تقدر بحوالي سبعمائة الف كم . ونحن نعرف جيدا حرص الجيش الروسي على تفادي وتجنب وقوع ضحايا مدينيين بالقدر الممكن الذي من الممكن ان يبطئ العملية العسكرية واذا اردنا استرجاع الذاكرة فكيف لقوى شريرة مثل اميركا وحربها على دولة مثل العراق ومدينة صغيرة مثل الفلوجة استخدمت فيها الأرض المحروقة وقتلت مئات الالاف من المدنيين وقد صمدت لأشهر في وجه قوتهم العسكرية .
يتفادى الجيش الروسي قتل المدنيين الذين يتخذهم النازيون الجدد دروعا بشرية وهو الجيش الذي يذكره التاريخ بجبروته وقوته ورباطة جأش منتسبيه . فعندما تنظرإلى انجاز المهمة العسكرية تجد ان الجيش الروسي نفذ الأوامر الملقاة على عاتقه بوضع يده على المفاعلات النووية والبيولوجية ودمر البنية التحتية العسكرية فقط .ولم يعمد إلى غير ذلك لكن الحرب لا بد وأن تطال بعض الأمور الأخرى خاصة وإن النازيين يتخذون من بعض المباني السكنية والتجارية مخابيء وقواعد لهم .
منذ عقود وحلف الناتو يشهد مخاطر تهدده والانفصاليون يهددون بلدانه الكبرى فبريطانيا تتفكك والباسك وكاتالونيا تهددان الوحدة الاسيانية ووضع فرنسا الداخلي لا يبشر بالخير وهكذا .
وعلينا ان لا ننسى نابليون وهتلر فاذا كان الامر يتعلق بأمنهم القومي فسيضحون حتى النصر فهم من قدم 26 مليونا في الحرب العالمية دفاعا عن ارضهم فهم شعب يعشق ارضه ووطنه أيما عشق .
ظل أن نقول أن الصهاينة ما حكموا بلداً إلا ودمروه وسبّبوا بهلاكه . وما جاؤوا بالرئيس الأوكراني إلا لتحقيق أهدافهم ولو كان الثمن تدمير أوكرانيا وشعبها .