جولة في لوامع الدرر (11) في القهوة و الدخان … و الخمر/عبد القادر ولد محمد
… و أطال الحطاب الكلام في القهوة و حاصل ما ذكره فيها انها تعرض لها أمور توجب التحريم من الاختلاط بالتساء، و ذكر الخمر و ذكر بعد ذلك أن الذي يجب و يتعين على العاقل أن يتجنبها بالكلية الا لضرورة شرعية ، و من سلم من هذه العوارض كلها الموجبة للحرمة فإنها ترجع في حقه إلى اصل الإباحة و الله اعلم ؛ و انشد فبها بعضهم:
اقول لاصحابي عن القهوة انتهوا ## و لا تجلسوا بمجلس هي فيه
و ليست بمكروه و لا يمحرم ## لكنها غدت مشروب،كل سفيه.
.و مثلها الدخان فيه خلاف.. و الورع تركه خصوصا الأن فقد كاد درء المفاسد يحرمه….و قال الاجهوري في رسالته غاية البيان : لا يسع عاقلا أن يقول انه حرام لذاته الا يكون جاهلا بكلام أهل المذهب أو مكابرا أو معاندا………..
و لمعاصر الاجهوري إبراهيم اللقاني رسالة تناقض رسالة الاجهوري سماها: نصيحة الإخوان بترك ما لا يحل شربه من الدخان….و في الذهب،الأبريز للعلامة سيد احمد بن مبارك اللمطي عن شيخه عبد العزيز أن الدخان حرام و الله سبحانه اعلم….و ذكر بعضهم انه راى فيها ثلايبن مصنفا من محلل و محرم و الاكثرون على تحريمها..و كذا الصوفية قاطبة …..” قال مقيد هذا الشرح عفا الله تعالى عنه : ” وقفت على كلام كثير للعلماء في شأن ” تباك” حاصله انها مسألة خلاف بين التحليل و التحريم، و أن الراجح فيها التحريم،.. و قد اكثر الشيخ ميارة في التدليل من نقل العلماء فيها و الله تعالى اعلم و في،الشبراخيتي : حكي أن آدم علبه الصلاة والسلام لما غرس الكرمة جاء ابليس فذبح عليها طاؤوسا فشربت دمه ، فلما طلعت اوراقها ذبح علبها قردا فشربت دمه فلما طلعت ثمرتها ذبح علبها اسدا فشربت دمه ، فلما انتهى ثمرتها ذبح علبها خنزيرا فشربت دمه، فلهذا شارب الخمر تعتريه هذه الأوصاف الأربعة، و ذلك أنه أول ما يشربها تدب في أعضائه فيزهر لونه كما يحسن الطاؤوس، فإذا جاءه مبادي السكر لعب و صفق كما يفعل القرد ، فإذا قوى سكره جاءته صفة الأسد فيعبث و يعربد و يهذي بما لا فائدة فيه ، ثم ينقطع كما ينقطع الخنزير و يطلب النوم انتهى .منقول من لوامع الدرر في هتك استار المختصر المجلد الأول كتاب الطهارة – فصل الطاهر صفحتي 172و 173