موت بطيء فى شارع إدارة المعاشات / قريني ولد امينوه
فى الطريق الجانبي المؤدي لبوابة إدارة المعاشات؛ توقف فجأة عن السير أستاذ التربية المدنية؛ حفز نفسه المعذبة بمقولته التى طالما يرددها دائما قبيل ولوجه إلى المكتب الرطب الذي يتربع على عرشه الموظف العدسي الغامق، تمتم الأستاذ باقتباسه التعويذة :”هذا الوقت سيمضي..” .
خرج بجواب مقتضب من الموظف؛ قرار رفع التعليق لم يصلنا بعد، راجع الوزارة.بخطاه المتثاقلة عبر الشارع المرصوف بطريقة عبدتها خطى المحبطين؛ بصمات نعالهم واضحة على الممشى الذي يفضي إلى بوابة صندوق التضامن الاجتماعي.كان الأستاذ يحتاج إلى تضامن عاجل وتآزر حقيقي والقليل من معادن موريتانيا وقبس من نور الشركة الموريتانية للكهرباء.يحتاج الأستاذ إلى معجزة إدارية لتحل مشكلته ويتم تحويل راتبه قبيل الجمعة؛ فالعيد قد يتصادف مع نهاية الأسبوع أو بدايته.تذكر كلام مؤطره فى المدرسة العليا للتعليم: أمامكم مستقبل شديد القتامة وستموتون لمرات عديدة فى الشارع الرابط بين وزارتكم ووزارة المالية.
أوقف المرحوم أول تاكسي اعترضه وقال له بصوت يقطر أسى وزارة التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي!!!.