آراءموضوعات رئيسية
پوتين وترامب.. من سيُعتقل أولا؟/ علي الزعتري
لم يكن الرئيس السابق دونالد ترامب يُخفي إعجابه بنظيرهِ الروسي ڤلاديمير پوتين، إعجاباً أثار مقولاتٍ عن أن روسيا تملك شيئاً عنهُ تبتزهُ فيه. و هناك من قالَ إنهُ إعجاباً في أصلهِ توقانٌ من ترامب ليكونَ بغموضِ و سيطرةِ پوتين. و آخرون نحوا نحو التجارةَ بدمِ ترامب التي تؤهلهُ لمعرفة الصفقاتِ الرابحة و هذا ما رآهُ في پوتين. من جانب پوتين يقولون أنه رأى ترامب ضَحْلاً سياسياً يمكن استغلاله أو أنهُ صادقٌ ضمن منظومةٍ من الأعداء لروسيا و يمكن الاعتماد عليهِ. سقطَ ترامب في الانتخابات و غاص پوتين بالوحل الأوكراني. لكن الاثنين يلتقيان فترامب ينتظر إلقاء القبضِ عليهِ في قضيةٍ من قضايا يطارده بها القانون الأمريكي. و المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية يصدرُ أمراً بالقبض على پوتين لانتهاكه القانون الدولي في أوكرانيا. تحسبها صدفةً و أراها تدبيراً!
لنتطرقَ أولاً لمهزلةِ المدعي العام الذي يريدُ جرجرةَ الرئيس پوتين لقفصٍ حديدي. ليست مهزلةً لأن پوتين فوق القانون و لكن لأنها كمحكمة تضعُ نفسها تحت خط احترام القانون. ربما كانت ستنقذ نفسها لو أنها تطرقت بذات الاندفاع للادعاء ضد جرائم موثقة ضد البشرية أُرتُكِبت في العديدِ من بِقاعِ العالم. لكنها لم تفعل سوى الانصياع المخزي لرغبة الغرب المسيطر أن يُذَّلَ روسيا و رئيسها. بل أن ممثلي الغرب يقولون أنها الخطوةَ الأولى في سياقِ تعقب پوتين. “الأمنيجيا” منعتهم من ذكر جرائم الغرب المتعددة المستمرة. ألم تشاهدوا تلك الوزيرة الكندية التي لاحقها الصحفي بالأسئلة حول مخازي الغرب و هي تهرب منها. أو جرائم حليفهم الرئيس الأوكراني نفسه. لست مُطالباً و لا مؤهلاً الدفاع عن روسيا و پوتين لكن الظلم الغربي لا يترك مجالاً لنا سوى التعبير عن قرفنا.
ad