آراءموضوعات رئيسية
رسالة بدون مجاملة إلى القمة العربية المقبلة/ د. احمد صالح البطاينه
نعم بلا مجاملة أو نفاق معتاد في المحيط العربي، وإعلامه العجيب الغريب إلا ما ندر، نبعث لكم هذه الرسالة يا رؤساء هذه الأمة المنكوبة. لقد بلغ السيل الزبى وبلغت القلوب الحناجر يا حكام هذه الأمة، لقد أصبحنا في عالم آخر غير عالم الآخرين، لا يمت بصلة إلى القرن الواحد والعشرين، ولا ينتمي إلى شرعة أو دين.
وجل ما نطلبه منكم اولاً أن تغادروا لعبة المجاملة لبعضكم البعض عندما تلتقون، وأن تتمعنوا بحال أمتكم، ولا أدري كيف ترضى أنفسكم عن ما نحن فيه من مآسي ولا تفعلون شيئاً على أرض الواقع حيالها؟!، وثانياً أن تجيبوا إجابة صريحة وأمينة على هذا السؤال المركب، لماذا وصلنا إلى هذا الحال والمآل الكارثي، وكيف يمكننا الوصول إلى بر الأمان ؟. أليس هذا هو من المفترض أن يكون هدف قمتكم ؟ّ!. وعلى طريقة صديقك من صَدَقك وليس من صَدْقك، فعهدنا بقممكم الكثيرة السابقة، يجعلنا نشك بأنكم معنيون بالإجابة الصادقة الصدوقة على هذا السؤال المبدئي مع أنكم تعرفونها تماماً، وسوف يبقى ديدنكم أن تجاملوا بعضكم البعض عندما تلتقون، وفورعودة كل زعيم منكم إلى قصره وليس إلى دياره بعد انتهاء قمتكم، لا يُشغل تفكيره إلا مصالحه الذاتية على حساب مصالح أمتكم، وكأن مصالح أمتكم ليست مصالحكم ولا تعنيكم، ولكن نستحلفكم بالله عز وجل أن تخيبوا ظننا هذا وتثبتوا ولو لمرة واحدة في تاريخنا الحديث، أن قمتكم هذه ستكون مختلفة وتُحدث الفرق، وتوقد شعلة لتبديد ولو جزء بسيط من الظلام الذي يخيم على الأمة لا تنطفئ بمجرد انتهائها، وتثبتون عكس قناعة أمتكم التي رسختموها في وجدانها ” لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي “.
أتساءل ويتساءل الملايين من بني يعرب، هل التناقضات التي بينكم أكثر من التناقضات بين الأمم الأوروبية التي خاضت حروباً مدمرة على جميع الأصعدة فيما بينها وقتلت الملايين منها وأهلكت الحرث والنسل، وبينهم من الفوارق ما لا يوجد في أمتكم، ولم يمنعهم ذلك من اتحادهم لأن مصالحهم تقتضي ذلك ورغم ذلك نهضوا ونجحوا، وأنتم ورغم أنه من المفترض انكم من قماشة واحدة، لا تزالون تتناحرون لأتفه الأمور، وتضربون بعرض الحائط بكل قاسم مشترك بينكم على الرغم مما يحيق بكم وبهذه الأمة من أزمات وكوارث، أما آن الأوان لتغادروا هذا المربع الذي بسببه أصبحتم أنتم وأمتكم فريسة سهلة لكل من هب ودب، وخاصة في هذا العالم الذي لا يقيم لكم وزناً، ولا يضعكم في حساب موازين قوى تديره وتتحكم فيه، إلى درجة أن وصل الاستخفاف بكم إلى مداه أنه حين اندلاع أحداث السودان فإن أول محاولات الولايات المتحدة بهذا الشأن مطالبتها إسرائيل التدخل للمساعدة في الضغط على الأطراف المتحاربة في السودان لوقف إطلاق النار وإصلاح ذات البين بينهما، مستثنية بذلك جميع دولكم، ومتجاوزة كل ما يسمى بشراكاتكم الاستراتيجية التي تزعمون أنها تربطكم معها، وما تفعله اسرائيل في زعزعة استقرار المنطقة باستمرار احتلالها للأرض الفلسطينية وانتهاك كل مقدساتكم، وبدورها التخريبي بالتحديد في السودان سواء بانفصال جنوبه، أوبدفعه للإعتراف بها وإقامة علاقات طبيعية معها.
ad