التعليم في البلد غابة بلا أسد / شيخنا محمد سلطان
يعيش تعليمنا فوضى كبيرة تتعايش فيه ثلاث انماط من المدارس.مدارس عمومية هجرها الأغنياء واقتفى أثرهم كل من يمتلك قوت يومه لتبقى سجنا لأبناء الفقراء ،حيث يتكدس العشرات من التلاميذ في القاعة الواحدة يزاول التعليم فيها صنفان من الأساتذة أستاذ “أصلي ” مكتتب من طرف الوظيفة العمومية وآخر “تايواني” ارغمته صروف الدهر أن يكون من مقدمي الخدمات يدرسان نفس المقرر وبجداول متساوية في أحسن الاحوال إن لم يكن التطفيف لصالح الأصلي ولكن بفارق راتب قد يصل إلى الضعف.
مدارس حرة يتجمع فيها أبناء الأغنياء ممن ما زالوا يحافظون على هوية أبنائهم ويطمحون لحصولهم على تعليم اكثر جودة وأحسن ظروفا من مستنقعات التعليم العمومي ،هذه المدارس الحرة أصبحت المتنفس المادي الوحيد لأصحاب الخبرة والمهنية والتجربة من أساتذتي التعليم الثانوي من حاملي الدكتوره الخريجين الذين عجزت الجامعات عن توظيفهم ،
في هذه المدارس الحرة يطبق البرنامج التربوي الوطني ويزورها من حين لآخر مفتشون لمراقبة تقدم البرامج دون مشاهدة الدرس التجريبي مع المدرس وهونقص ينبغي استدراكه والتغلب عليه.
مدارس خاصة أعطيت التراخيص لها احتراما لثقافة وهوية روادها من الأجانب وهي محرمة على الموريتانيين إلا في استثناءات خاصة تحتاج لترخيص من السلطات التربوية العليا ،لكنها اليوم أضحت قبلة لبعض من أبناء الأغنياء الذين يهيئون أبناءهم للدراس في جامعات ومعاهد غربية ضمان لمستقبلهم المادي ولو على حساب انتمائهم وهويتهم الوطنية.
هكذا أصبحنا أمام غابة تعليمية تفقد لأسد يضبط إيقاعها،فبدل أن نعمل على دمج أبناء الأجانب في مجتمعنا أصبحنا نهيئ إنسلاخ بعض من أبناء وطننا من قيمنا الثقافية والحضارية لننتج جيلا غريبا في وطنه.فمتى نطبق على الأقل قانون الغاب على نظامنا التعليم؟