الوزير والشعر.. إسقاط تاريخاني غير موفق/ محمد ولد إدومو
قيل لي إن وزيراً يحملُ بُهتاناً حقيبةَ الثقافةِ
هاجمَ الشعر والشعراء على خطى ولي نعمته.. وكنتُ -وما زلتُ – مشغولا بعض الشيء هذه الأيام؛ ولكنني سأطل من بين أغصان الإرهاق قليلا لأرميَ حجراً في راكدِ كلامك سيدي الوزير..
ركزْ جيداً، قلتُ حجراً ولم أقل حذاء ً
قيل لي إنك قارنتَ وا أسفاه بين رئيسكَ و أفضل البرية جمعاء، محمد صلى الله عليه وسلم؛ وتلك لعمري ليست سقطتك الأولى ولن تكون الأخيرة .
قيل لي إنك قلتَ جازماً إن كل الشعراء الذين انتقدوا رئيس الدولة كانوا مدحوه من قبل … وأنا أقول لك: كذبتَ،
لم نمدح الرئيس ولا أي رئيس آخر والشعر عندنا أسمى من المدح. ولا نتقن من صنوف المدح إلا المديح.
وقيل لي إنك رددتَ كالببغاء المبحوح بيتاً لحسان بن ثابت ، من قصيدته التي مطلعها “عفت ذات الأصابع فالجواء” في إسقاط تاريخانيٍّ غير موفق على الحادثة ؛
فلا أنت تشبهُ حسَّاناً، ولا سيدكَ يشبه الممدوح في هذا النص (حاشاه) ، ولا نحن/أنا أشبهُ المغيرة بن الحارث حينما كتب نصه الهجائي ذاك قبل أن يسلم.
سيدي الوزير عليكَ أن تعيدَ ترتيبَ بعض الأشياء في ذهنك قبل نطقها (وأنتَ الناطق الرسمي).. فحين تستدعي شطر البيت هذا “فشركما لخيركما الفداء”، فأنت تُعَرِّضُ برئيسك مباشرةً.. تُعَرِّضُ به بشكلٍ فج صدِّقني.
وأخيراً يا سيدي الوزير بلغ (والفعلُ هنا فعل أمرٍ صريحٍ) رئيسَكَ عني/عنا:
عدِمنا “شعرنا” إن لم تروهُ
يثير النقع موعده كداء…
من صفحة الكاتب على الفيسبوك