إلى أين يمضون بالنيجر؟/ محمد المنى
هل من الحكمة أن تضع النيجر، وهي على ما هي عليه من أوضاع سياسية واقتصادية واجتماعية بالغة الهشاشة، رأسَها في رأس الدول الغربية الكبرى؟ وهل كان مستحيلا على بلد «مقلاة الشمس» أن يخرج من أوضاعه التنموية المتأزمة والبائسة دون أن يَخلُق أزمةً سياسية ودستورية داخلية كبرى وأخرى دبلوماسية خارجية شديدة التعقيد؟ وهل استشرف الضباطُ الانقلابيون في ما وراء قرارهم المضي نحو مواجهة الغرب والإيكواس والاتحاد الأفريقي اعتماداً على دعم مشكوك في جديته من روسيا ومالي وبوركينافاسو؟
لا شك في أن التبعية لفرنسا لم تجعل النيجر بلداً مزدهراً خلال ستة عقود الماضية، بل على العكس، كانت فرنسا على الدوام حليفةً لنخب حكم فاسدة في نيامي، وكانت «العلاقات اللامتكافئة» بين الجانبين أحد العوامل التي عمّقت تخلف الاقتصاد النيجري وزادت من اختلالاته، لكن مناطحةَ فرنسا في الوقت الحالي تحديداً لا يمكن أن تمثل برنامجاً تنموياً جاداً وحكيماً إن لم تكن سياسةً شعبوية مغامِرةً هدفها الأساس خلق اصطفاف داخلي موحَّد لحماية الانقلاب ومنحه السندَ الشعبي في مواجهة الضغوط الخارجية.
ويبقى السؤال مطروحاً: إلى أين تمضي مثلُ هذه السياسة الشعبوية بالنيجر الغارقة في مشكلاتها البنيوية والجيوستراتيجية شديدة الخطورة؟