جهات عديدة لها مصلحة في اغتيال بريغوجين ليس من بينها الرئيس بوتين/ علاء الدين محمد ابكر
اعلنت وكالة الأنباء الروسية تاس عن مقتل عشرة أشخاص في تحطم طائرة خاصة في مقاطعة تفير الروسية بينما كانت في طريقها من موسكو إلى سان بطرسبرغ و قالت سلطة الطيران المدني الروسية إن اسم مؤسس مجموعة (فاغنر) يفغيني بريغوجين كان بين قائمة الركاب و بلا شك فان كل من استمع الى ذلك الخبر سوف يوجه اصابع الاتهام إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وذلك استناد علي قيام مجموعة ( فاغنر ) التي كان يقودها الراحل يفغيني بريغوجين بالتمرد عليه و محاولة زحفهم من مناطق جبهات القتال صوب العاصمة موسكو مما فسر علي انها محاولة لاسقاط النظام الروسي ، تلك الحادثة سوف تغضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين و الذي كان بامكانه في السابق قادر علي سحق قائد فاغنر ولكنه نظر الي اهمية المحافظة عليه لذلك قبل وساطة رئيس جمهورية روسيا البيضاء باسقاط التهم عنه مقابل سحب قواته لتعمل من داخل حدود بلاروسيا ، رحيل يفغيني بريغوجين المفاجئ يمكن ان يبعث الشكوك على ان هناك احتمال وجود شبهة التصفية الجسدية فقد كان يتجول بكل حرية في العاصمة موسكو حتي بعد تمرده الاخير ومحاولة اقتحام موسكو فالرئيس بوتين لن يستفيد شي بقتله في هذا التوقت خاصه وانه يواجه حرب ضروس من جانب حالف شمال الأطلسي المساند لأوكرانيا ، ( لفاغنر) دور كبير في حماية النفوذ الروسي في افريقيا و سوريا وغيرها من الملفات الساخنة ولو اراد السيد بوتين التخلص من يفغيني بريغوجين فانه سوف يختار لذلك مكان يكون خارج الاراضي الروسية فسجل المخابرات الروسية التي ينتمي اليها الرئيس بوتين تفضل دائمًا التخلص من خصومها في مناطق تكون خارج روسيا ويكفي تذكر ماحدث للمعارض الروسي نفتالي و الذي رغم وجوده في روسيا الا انه تعرض لمحاولة اغتيال في خارج البلاد حيث قالت الحكومة الألمانية بتاريخ 2 سبتمبر/ 2020
عن إن زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني قد سُمّم بغاز الأعصاب ” وكذلك وقع حادث مماثل بتاريخ 11/04/2021 حيث قالت مصلحة الطب الشرعي في لندن، عن إن المعارض الروسي، نيكولاي غلوشكوف قٌتل خنقا في منزله في العاصمة البريطانية قبل ثلاثة أعوام، اضافة الي حادثة وقعت بتاريخ 05/09/2018 حيث قالت رئيسة وزراء بريطانيا وانها تتهم استخبارات روسيا بمحاولة اغتيال سكريبال اللذين تتهمهما بالشروع بقتل سكريبال وابنته بغاز الأعصاب اذا بالتالي فان طريقة اغتيال ليفغيني بريغوجين لا تشبه اسلوب المخابرات الروسية ،
قائد (فاغنر) كان قبل ايام قليلة قد قام ببث مقطع فيديو اعلن من خلاله عن وجوده بافريقيا متحديا الدول التي تحاول سرقة موارد القارة الافريقية (بلا شك يقصد فرنسا) وبعدها بساعات قليلة
كانت المفاجأة باعلان روسيا عن تحطم طائرة مدنية يحتمل انه يتواجد فيها و هنا بدون تردد سوف نضع فرنسا في خانة المتهم الأول فوجود ( فاغنر ) في افريقيا سوف يشكل تهديد مباشر لمصالحها في دول مثل مالي و غينيا وبوركينا فاسو فانقلاب دولة النيجر الاخير زاد من مخاوفها خاصة بعد رفض قادة الانقلاب العسكري دعاوي و مطالب المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (ايكاوس) التي حاولت اقناعهم بضرورة ارجاع الرئيس المعزول محمد بازوم الي السلطة بالتالي ليس هناك مهرب من خوض حرب لاجل استعادة الديمقراطية في النيجر و لكن الانقلابيين وجدوا تضامن شعبي و دبلوماسي من دول مثل مالي و غينيا وبوركينا فاسو التي شهدت هي الاخري في الفترة الماضية وقوع سلسلة من الإنقلابات العسكرية و لم تخفي رغبتها في طي صفحة فرنسا المحتل السابق لبلادهم مع مد جسور التواصل مع روسيا وقد كان موتمر القمة الروسية الافريقية الاخير الذي انعقد في موسكو فرصة لبحث سبل تواجد روسيا بشكل رسمي في افريقيا اذا فان لفرنسا لها مصلحة في التخلص من السيد يفغيني بريغوجين و قد كان بإمكانها اغتياله في داخل الاراضي الافريقية و لكنها ربما فضلت بان يكون ذلك في داخل روسيا نفسها حتي تبعثر الدلائل التي ربما تقود الي تحديد الجهة المنفذة والمدبرة للحادث فاغتيال قائد (فاغنر) في هذا التوقيت بالذات سوف يضع السيد بوتين في مرمي الاتهام خاصة بعد التغير المفاجئ لقائد القوات الجوية الروسية الرجل المقرب من قائد (فاغنر) لذلك فان كل الجهات الخارجية المحتملة والتي لها مصلحة في اغتيال بيروجين فانها لن تجد انسب من استغلال الداخل الروسي لاجل تنفيذ عملية الا غتيال لابعاد الشبهات من حولها ، اوكرانيا قد تكون لها يد في اغتيال بيروجين من خلال الطيران المسير الذي اصبحت تمطر به سماء العاصمة الروسية موسكو ولكن هذا الاحتمال غير وارد نسبة لضعف مقدرات المخابرات الاوكرانية
ودور الولايات المتحدة في اغتيال بروجين وارد و لكنه لن يكون من خلال التنفيذ وان ما من خلال توفير المعلومات الاستخباراتية لمن يريد فعل ذلك فالولايات المتحدة الأمريكية هي الجهة الوحيدة التي تملك عملاء في داخل روسيا يمتلكون ادوات متقدمة لاستقبال وبث المعلومات الاستخباراتية ، علي كل حال فقد انتهت مرحلة يفغيني بريغوجين و لكن لن يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سعيد بما حدث بالرغم من انه كان غاضب جدا من تصرف الراحل بروجين فاغتيال شخصية قوية مثله يعني ان المخابرات الروسية تعاني من ثغرات كبيرة وباتت غير قادرة علي حماية امن الرئيس الروسي نفسه الذي فضل عدم السفر إلى جنوب أفريقيا لحضور قمة دول (البركس) بسبب مخاوف امنية محتملة ، روسيا قد تشهد في الفترة القادمة مراجعة شاملة لكافة الاجهزة الامنية باعادة تعين كفاءات علمية تكون قادرة علي حماية ثاني اقوي دولة في العالم من حيث امتلاك السلاح النووي فالرئيس بوتين رجل المخابرات السابق لن يقبل بان يضع نفسه رهينة لمخابرات الغرب مقابل الانسحاب من اوكرانيا حيث يري انها معركة المصير للشعب الروسي فاما ان تعود روسيا الي عصرها الذهبي كدولة عظمي كما كانت او ليذهب الجميع الي جحيم التلاعب بالاسلحة النووية ليكون العالم هو الضحية نتيجة لسعي روسيا لكسر الهيمنة الأمريكية فالدونية التي تشعر بها روسيا تجعلها تفعل كل شي لاجل صون كرمتها الوطنية،