خبز الحياة أشهى …/ عبد الرحمن هاشم
متأبطا خبز الحياة المطمور بعبثية واقع رسمته أعراف أحجية كاذبة خاطئة و بعمامة هي بطاقة عبور إلى مسؤولية ربما ترجل من كان يحمل عبء الوجود المستعار في هذا الفضاء الماحق بعد ما تخطفته سنوات العمر و رؤيا العزيز و من ورائه عجائز تدثرني بسواد المنطق و لعنة الجغرافيا .
أسئلة حائرة و عيون مشدوهة نحو مجهول محدق لا يفصلهم عنه غير طريق هو حد فاصل بين وطن نحلم به و نعشقه يعتمل بين الضلوعنا فينز واقعا بلا ألوان بلا طعم و آخر يتراقص حافيا كالظلال الذاوية بأحداق المساء بلا أنفاس يطبق على كل شيء .
بإنتظار قطار التقدم و الرفاه يقفون و من أرض الطين و الملح و الذهب و النحاس و البنزين ينسلون ، ثلاثة و رابعهم أمل بوطن أرحب و واقع أرحم ثلاثة أرغفة و ثلاث مهج رغم الحال و أهمية الطعام إلا أن القيم تقول بتحمل الرجل مهما كان قدره و عمره المسؤولية ، حيارى ينظرون فقراء صابرون رغم الواقع يسيرون .
رؤيا العزيز هنا تطبق على الأنفاس جدبا و محقا و خرافة لتنبت جيلا من عبدة الدرهم و الدينار و مخنثي المرحلة ممن
كانوا بالأمس القريب أحذية يلوكها ليل الأزقة و هي ترقص بأحقاف التيه عارية التاريخ و الهوية ، تأوي إلى الأحياء النائية و أرصفة التسول عندما تصرخ الأمعاء طلبا لأرغفة البقاء و الإستمرار …
على جسد النحيل سجل يا وطني الانتصاراتك الصفراء و دعهم يعبرون بالجمل و ما حمل ، فالعجز في حضرة الأشباح مصيبة و الأيادي هنا خلقت كي تمارس الرذيلة لا لأن تزرع فسيلة ، عيونك يا أمي في هذه الأرض وحدها القتيلة
من ورائهم مشهد ذابل مقفر و من قبلهم المجهول مخيم ، و عنوان اللوحة الصارخة و الموغلة في الألم خبز القناعة أشهى من بيتزا و إن تراقص على تقطيعها ملوك و حسان
ولم أرَ فيها فضلَ نفسٍ، وإن ذوَتْ
ينازعُها في الضائقات انحرافُها
وكنّا إذا أخَنَتْ على الناس غُمّةٌُ
نقولُ بعون الله يأتي انكشافُها
ونغفو، وتغفو دورُنا مطمئنّةً
وسائُدها طُهرٌ، وطهرٌ لحافُها