الجزائر: هل يفعلها الرئيس ويترشح لعهدة ثانية؟/ وجيدة حافي
6 فبراير 2024، 10:37 صباحًا
قُبيل شهور من الانتخابات الرئاسية الجزائرية يبقى المشهد غامضا في الجزائر والكل يترقب قرار أو تلميح من الرئيس تبون بالترشح لعهدة ثانية، فالرئيس لحد الساعة لم يُعلن عن قراره وهو القائل من سنتين أن الحديث عن عُهدة ثانية سابق لآوانه، فهل سيفعلها ويترشح؟ ومن سيكونون الند له في العملية الإنتخابية؟ فإذا تكلمنا عن المُعارضة فلن نجد مُرشحين أقوياء يُنافسون الرئيس، فكلهم في الجزائر الجديدة بن ويوي، ولا يختلفون عن البرلماننين، وهذا شيئ إيجابي وسلبي في آن واحد، فالبلاد التي ليست فيها مُعارضة ترفض وتنتقد كل ما هو سلبي وخاطئ لمصلحة العباد والبلاد فسلام عليها، والحُكم فيها لن يختلف عن الملكية أين الملك الكل في الكل وصاحب القرارات المصيرية والمُهمة، وهذا صراحة ما يحدث في الجزائر التي لا يخطوا مسؤول فيها أي خُطوة دون الرجوع للرئيس رغم الصلاحيات والقوانين المُعطاة له، وإيجابي لأن المعارضة التي تعترض على كل شيئ وتدعوا الشعب للخروج عن القوانين وإقامة الفوضى وغيرها من الأساليب المُدمرة للوطن وإستقراره فلا حاجة لها، والأفضل أن تبقى مكمومة الفاه حتى لا تتسبب في مشاكل وتُدخل بلادها في دوامة من الصراعات الداخلية والخارجية، فالمعارضة في الدول العربية ليست موجودة، وقليلة هي الأحزاب العربية التي تُعارض رئيسها وتنتفض عليه، لأنها تعرف مآلات تلك الخُطوة، وعلى يقين أن الشعب المغلوب على أمره لن يقف معها ويهتم لمثل هكذا صراعات، فالقفة والمشاكل الإجتماعية أنهكته وجعلته يترفع عن هذا، فالسياسة والسياسي لأي شعب عربي ليست أولوية حديث وتعليق، فهو مُحبط منها، ويعتبرها هدر وقت وثرثرة لا فائدة تُرجى من ورائها، لذا تجد نسبة الإقبال على صناديق الإٌقتراع ضئيلة ونسبية، ولنا في تونس وإنتخاباتها الأخيرة مثال حي عن اللارغبة في المُشاركة السياسية، والجزائر رغم مُحاولات رأب الصدع والإصلاحات إلا أن المُواطن فيها مازال يشعر باللارضى واللارفاهية، وأنا هنا أتكلم عن المُواطن البسيط، لا صاحب العقارات والبطن المُمتلئ، الشبعان المُؤيد لكل شيئ حتى ولو كان ضد مصلحة الوطن، وهم كثيرون ومازالوا يُعششون وينفثون سمومهم من بعيد، لكسر أي مجاولة إصلاح وتطور، وإرجاع البلاد إلى ما كانت عليه من عشرين سنة ماضية، أين كان الفساد والسرقة منتشرين إنتشار الداء في جسم المريض، وفي إنتظار معرفة المُرشحين للإنتخابات الرئاسية القادمة والتي ستكون مُهمة للوطن والشعب، فالجزائر وفي عهد الرئيس الحالي شهدت بعض الإصلاحات وكان الأمن عنوانا للمرحلة الحالية، والجبهة الإجتماعية هادئة وإستطعنا تجاوز كثيير من المطبات والمشاكل، بسبب الوفرة المالية التي لم نكن ننتظرها بعد الغزو الروسي الأُوكراني، حيث أصبح غازنا محل أنظار الدول الأوروبية القريبة والبعيدة، لكن هذا لا يعني أن كل شيئ على ما يُرام وأن الجزائر الجديدة كما يُطلق عليها البعض بخير، فمازالت هناك تحديات كبيرة تنتظر القادم لقصر المُرادية.
فالرئيس تبون وخلال فترته الرئاسية الحالية قدم أشياء إيجابية وحاول مُحاربة كل من كان يعمل ضد الوطن ومُواطنيه، أقر بعض القوانين التي كانت في مصلحة الشعب ونجح في إمتصاص غضب الشباب البطال بمنحة نراها ليست في محلها، وهو بهذا يكون قد أعاد نفس سيناريو الرئيس السابق “بوتفليقة” رحمه الله، لما أصدر قانون العمل بالعقود المُؤقتة أو ما يُسمى في الجزائر “عقود ما قبل التشغيل” التي سُوي فيها بين صاحب الشهادة والذي لم يُكمل دراسته وغيرها من أصناف الشباب البطال عن العمل في الفترة البوتفليقية، ومات الرئيس السابق وترك قنبلة موقوتة لخلفه الرئيس الحالي الذي إستطاع حلها ليس مائة بالمائة كما يدعي مسؤوله، فيا ريس هناك من مازال ينتظر الترسيم بعقود نهائية ومناصب تليق بمساره التعليمي، فالحكاية ليست 4 ملايين أو منصب عمل، فهي أكبر من هذا، وإذا كان كذلك لما فيه منصب وزير وسفير وبرلماني وغيرها من المناصب المُهمة والقارة في الدولة، وبالعودة لقرارك بمنحة بطالة للشباب العاطل عن العمل ريثما يتحصل على عمل، فهي فكرة مقبولة وناجحة إذا كان هذا الشباب بالفعل يبحث عن عمل ويتلقى تكوينا وغيرها من الشروط الموضوعة للحصول عليها، ضف إلى ذلك فالملاحظ أن أغلبية المُتحصلين عليها هم من فئة المُتسكعين ويستعملونها كوسيلة لشراء المُخدرات، أما الفتيات الماكثات في البيت فهي هدية جاءت على طبق من ذهب لهن لقضاء حاجيتهن، ونحن هنا لا نتكلم من فراغ ولا نكتب عن أشياء غير موجودة على أٍرض الواقع، فمادام البترول في أحسن أحواله لما لا نُحاول إيجاد بدائل أُخرى لإنعاش سوق العمل وفتح مناصب جديدة عن طريق المصانع والشركات، بدفع الشباب للعمل والبحث عن القوت اليومي لا كما نقول بدارجتنا “تكسير أيديهم”. فداوم الحال من المُحال، وما نعتمد عليه في تحسين المعيشة والإظدهار الإقتصادي غير دائم وفي لحظة ينزل سعره وتحدث الكارثة.
فمن لا يشكر لا يُشكر والرئيس الحالي قدم أشياء إيجابية للوطن، وإستطعنا الخروج من عُنق الزجاجة التي كان يريد البعض وضعنا فيها، لكن هذا لا يعني المبالغة في المدح والشُكر، وحديثي هنا موجه للإعلام الجزائري بشقيه العام والخاص، فلابأس أن نتحدث عن الوطن وتقدمه، والرئيس وخرجاته، لكن ليس بالطريقة المُملة التي تمنينا أن يتجاوزها إعلامنا وخاصة العمومي، فالنشرة الرئيسية للرئيس وإنجازاته، فعل الرئيس، إستقبل الرئيس، قرر الرئيس… إلخ، فيا جماعة هناك مواضيع أهم من هذا يتمنى المواطن رؤيتها وسماعها على مختلف القنوات العمومية والخاصة، مواضيع تهم المواطن وحياته، الغلاء، المضاربة وغيرها، أما نشرات العشرين سنة الماضية فالكل صراحة كرهها وهجرها، ولا يُريد الرجوع إليها في الجزائر الجديدة، فكيف بالله نتكلم عن مُستقبل زاهر ونحن مازلنا نُمارس نفس طرق الشيتة؟
وفي إنتظار تلميح أو قرار من سيادته في الأيام القادمة، نقول يا ريس مازال الكثير ينتظرك سواء الآن أو في المُستقبل إذا ما قررت الترشح، لأن الذي يملك واليا وآمين عام لا يستقبلان المواطنون، ويتحججون بالشُغل فلا تنتظر منهم الكثيير، مادام هناك وزراء لا يستطيعون إتخاد قرار دون الرجوع إليك، فالأمر خطير ويستدعي مُعالجة، فنحن يا ريس ما زلنا عالميا لم نتبوأ أعلى المراتب وصوتنا غير مسموع، وإقتصادنا هش، والطبيقة إنتشرت كثيرا بيننا ، أين أصبحنا نرى الفقير الذي لا يملك قوت يومه ويأكل من المزابل والغني الذي يملك مال قارون، العراقيل البيروقراطية والإدارية رغم الرقمنة التي مازلنا بعيدون عنها كل البُعد، للأسف مازالت هناك كثيير من الأمور الغير واضحة والمحلولة مائة بالمائة، البطالة بين الشباب والمُثقف منه على وجه الخُصوص، لكن رغم هذا فأنت قمت بالواجب وزيادة، وفتحت الطريق للآخر الذي سيخلفك لمواصلة المشوار والقضايا العالقة التي تركتها دون حل، لأنك في نهاية المطاف إنسان يُخطئ ويُصيب. أما الشعب فكن على يقين أنه ليس كُله راضي عن إنجازاتك وهناك فئات ظُلمت في فترتك الرئاسية لأسباب وأُخرى وترفض ترشحك لعُهدة ثانية.