كيف السبيل للخلاص من التحديات والمخاطر التي تواجه الوجود الانساني على المعمورة؟ / باسم فضل الشعبي
نظرا للحروب والماسي التي يعيشها العالم، والفتن التي عجز الجميع عن اخمادها، ونظرا للظلم والجور والفساد، الذي يهدد الكائن البشري بالعقاب الرباني والانقراض، وبسبب التحديات التي تحيط بالكرة الارضية نتيجة فعل الانسان وتعامله الخاطئ مع الطبيعة والكون، وبسبب التهديدات البولوجية والنووية من خلال الاسلحة وتفاعلاتها، وبسبب التنافس المحموم على زعامة العالم، من قبل الدول الكبرى، والذي يتخوف كثيرون من ان تنشب بسببه حروب بالاسلحة المحرمة ،بسبب كل هذه التهديدات التي تواجه الكون والبشرية، فان كثيرون في هذا العالم بداو يفكرون بجدية في مواجهة كل هذه التحديات وازالتها والخلاص منها، وتحقيق السلام والوئام والامن والاستقرار في العالم كله من خلال تسوية كل المشكلات، وانهاء بؤر الصراع ومسبباتها، وتوحيد العالم تحت نظام عالمي واحد متعدد الاقطاب، بمرجعية ثقافية وفكرية صحيحة مستندة الى تعاليم الله، تقيم العدل وتنشر الخير والصلاح والرحمة والمحبة، في سائر المعمورة، من اجل حياة طبيعة ومفيدة ومثمرة للكائن البشري، وسائر الكائنات الاخرى.
عدد من الدول في العالم تدرس الكثير من المشاريع التي تصب في هذا الإتجاه، وايضا مراكز البحث والدراسات في الغرب، وفي الصين وروسيا وغيرها، لديهم اسهامات وان كانت غير مكتملة الا انها جديرة بالاهتمام والبناء عليها وتطويرها، وبالتالي فان التنافس السلبي العالمي اليوم بين الدول والحضارات، اصبح من اكبر المحفزات على حدوث الصراع او الصدام الكوني المهدد لكوكب الارض البسيط ومن فيه، لذا قد تصبح فكرة تحقيق الوحدة العالمية بين الامم والحضارات والشعوب، فكرة ملهمة اذ انها تعيد الجميع للأصل الاول للكائن البشري الذي عاش تحت سقف امة واحدة وحضارة واحدة ومرجعية ثقافية واحدة، قبل ان يصبح الناس امما و شعوبا وقبائل، وهذا لا يلغي اهمية وجود التعدد والاختلاف، ولكن في حدود ما هو ايجابي وغير ضار، ولا يتصادم هذا المشروع بالطبع مع حركة وثورة التطور العلمي والتكنلوجي، وهذا ما تشي به الان حالة المخاض التي تعتمل في الكون كله، وفق قوانين ومسببات وابتلاءات سماوية ربانية عظيمة، ستفظي في الاخير الى زوال الشر وانتصار وثبات الخير.
اذن، من هنا يمكن القول ان العالم يبحث الان عن المخلص للخلاص من التحديات والمخاطر،بكل جدية واهتمام، في الوقت الذي نرى البعض في دولنا العربية يسعى الى الفرقة والشتات والتمزيق، بسبب اخطاء سياسية لم تعالج بصورة حقيقة ومرضية وعادلة، او بسبب طموحات داخلية وخارجية سلبية ومضرة، تفتقد للافق، وللايمان بالتعايش والقبول بالاخر،وغياب القدرة على معالجة الأخطاء والازمات التي صنعتها او شاركت فيها، وبالتالي نجدها تغرق تماما في الانانية والرومانسية، التي تفتقد للمشروع الطبيعي والحقيقي والجامع، الذي يهتم بمعيشة الانسان وتوفير وسائل الحياة الضرورية له، وبدلا من الضرر البسيط الذي يمكن معالجته بالفكر والعمل السديد والصدق والاخلاص، نجدها توسع الضرر، فيتسع الخرق على الراقع، ويغرق الجميع في متاهات لا حدود لها، بفعل طموحات اشخاص او جماعات بسيطة، او بفعل حالة انتقام شيطانية مدمرة.
ان العمل مع الله ومع الناس من اجل خير الجميع على هذه الارض، هو الثابت والمنتصر ، مهما حورب او اعيق، فالله جل جلاله يقول: فأما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.
لذا، فان الايمان بالله ورسله وانبيائه وكتبه، هو الطريق الوحيد لخلاص البشرية من الاخطار والتحديات التي تواجهها،وتهدد وجودها، وهو الشرط الوحيد للصلاح ووراثة الأرض واعمارها، بمقتضى قوله تعالى:” ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون”.
-صحفي وكاتب يمني
رئيس مركز مسارات للاستراتيجيا والاعلام/ عد