منذ أيام عدّة، لم تكن لي رغبة في الكتابة أبدا، فما يجري في غزة، وحجم الجرائم المرتكبة، والإستعداد لاجتياح رفح، واستمرار الخرس العربي والعجز غير المفهوم، والتواطؤ لغالبية الأنظمة، يطرح الكثير من علامات الإستفهام والإستغراب والإستهجان .
ما ذا حلّ بأمّة العرب وما الذي يحيكه بعض الحكّام، الذين انكشفت عوراتهم تماما؟ لماذا تسارع أنظمة عربية لنجدة الكيان الصهيوني ومحاولة تنظيف سمعته رغم كل المجازر المقترفة في قطاع غزة ؟ ما الذي يحاك في الخفاء ضد الشعب الفلسطيني وقضيته ومقاومته البطلة ؟
يا إلهي عفوك .. لم تعد باستطاعتي استيعاب ما يجري، هل هؤلاء فعلا هم أبناء غولدا مائير؟ وهي التي تحدثت ذات يوم قبل أكثر من خمسة عقود قائلة.. سيأتي يوم يكون فيه الكثير من الحكام العرب من أبناء صهيون، هل صدقت غولدا في قولها السابق؟ كل المؤشرات تؤكد صدقية ما ذهبت إليه رئيسة وزراء الكيان ذات يوم أسود من أيّام الأمّة والتي تزداد سوادا يوما بعد آخر .
نلوم كثيرا الحكّام، لا نتطرّق الى الشعوب، وهي القادرة على إحداث التغيير، هي تلك الشعوب التي أسقطت قبل سنوات قريبة حسني مبارك وزين العابدين بن علي ثمّ علي عبد الله صالح والقذافي وعمر البشير، ثمّ توقّف أمر هذه الشعوب وكأنّ على رؤوسها الطير، رغم ما تقوم به بين الحين والآخر من مظاهرات لا تسمن ولا تغني، ولكن ما ذا باستطاعة هذه الشعوب أن تفعل في ظل هذا الخزي والعار في المواقف العربية تجاه غزة ؟
أشعر بحالة من الضيق، أجد صعوبة حتى في التنفّس، أكاد أختنق، لأنني في انتظار هبّة شعبية عربية لا أراها بعيدة، أحيانا يجتاحني تفاؤل كبير تجاه شعوبنا، أدرك بأنها تكاد أن تتفجّر من داخلها، وأرى بأنها على وشك الإنفجار، لم نعد نحتمل أكثر من ذلك، فماذا يريد صهاينة العرب من الفلسطينيين ؟ ألم يشبعوا من جرائم الإحتلال بحق الأطفال والنساء، أم أنهم يرغبون بالمزيد .
أدرك تماما بأنّ هناك حكّاما من جلدتنا يشعرون بغضب كبير بسبب فشل جيش الإحتلال في القضاء على المقاومة، ومؤخرا طمأن نتنياهو أشقاءه من حكام عرب بأنّ الحرب ضد حماس مستمرة حتى القضاء عليها، لا بل فإنّ هؤلاء الحكام يرغبون أبعد من ذلك، إنهم يأملون بشطب فلسطين نهائيا من الخارطة، وبعون الله فإنّ الشعوب ستقوم بشطبهم جميعا، وسوف نتلذذ في يوم ما بسحلهم في شوارعنا، جزاء ما اقترفته أيديهم الملطّخة بدماء أطفال فلسطين، فلا فرق عندي بين حاكم مرتد وبين بن غفير أو سموترتش .
اللهمّ عليك بكلّ حاكم باع شرفه وضميره إرضاء للصهاينة، وشارك في حصارهم وإبادتهم وتجويعهم، وانصر شعب فلسطين ومقاومته، فهم ما تبقّى في هذه الأمّة، لعلّهم يعيدون مجدها في قابلات الأيام .
حسبي الله ونعم الوكيل فيكم ! يااااااارب .. تولّى أمرهم، وخذهم أخذ عزيز مقتدر، واشف قلوبنا، واجعلهم عبرة لكل من لا يعتبر !