*نداء القدس والمجد والخلود لشهداء خيم رفح وشهيد الواجب الجندي المصري عبدالله رمضان/ أروى محمد الشاعر
لا شك أن المفاوضات بشأن هدنة غزة سوف تتاثر بتطورات الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، التي تضمنت قصفا إسرائيليا استهدف تجمعا للنازحين برفح الفلسطينية على الحدود مع الجارة مصر، ثم إطلاق نار على الحدود بين مصر وغزة، ما أسفر عن مقتل جندي مصري.
وقد اعترف الطرفان “باقتضاب” بحادثة إطلاق النار بمنطقة الشريط الحدودي بينهما، حيث أكدت وسائل إعلام إسرائيلية سقوط قتيل على الأقل في الجانب المصري جراء ما أسمته “تبادل لإطلاق النار بين الطرفين”، فيما أفادت هيئة البث وصحيفة “معاريف” الإسرائيليتان أن جنديا مصريا قتل وأصيب آخرون من الجانب المصري في تبادل لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وجنود مصريين عند معبر رفح.
وتؤكد وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الجانب المصري “هو من بدأ بإطلاق النار”، نقلا عن إذاعة جيش الاحتلال، فيما أفادت القناة الـ 14 الإسرائيلية أن جنودا مصريين “أطلقوا النار على جنود إسرائيليين داخل معبر رفح دون وقوع إصابات”.
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية أخرى إلى أن الأمن المصري أطلق النار على شاحنة إسرائيلية، ورد جنود إسرائيليون بإطلاق النار ما أدى إلى وقوع إصابات.
وأضاف الجيش الإسرائيلي في بيان له أن “حادث إطلاق نار وقع على الحدود المصرية، وهو قيد المراجعة. وهناك مناقشات جارية مع المصريين”.
من جانبه قال المتحدث العسكري المصري العقيد أركان حرب غريب عبد الحافظ إن “القوات المسلحة تجري تحقيقات بواسطة الجهات المختصة حيال حادث إطلاق النيران بمنطقة الشريط الحدودي برفح، ما أدى إلى استشهاد أحد العناصر المكلفة بالتأمين”.
على المستوى الرسمي أكد الجيشان المصري والإسرائيلي إجراء تحقيقات، إلا أن الحدث يأتي، كما نعرف جميعاً، في سياق توتر في العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، منذ اجتياح إسرائيل لمعبر رفح، 7 مايو الجاري. وقد حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال استقباله وفدا من أعضاء الكونغرس الأمريكي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، من مخاطر العملية الإسرائيلية في المدينة الحدودية.
وجاء تحذير السيسي بعد ساعات من استشهاد 45 فلسطينيا وإصابة عشرات من الأطفال والنساء في قصف استهدف تجمعا للنازحين برفح الفلسطينية.
وأكد السيسي على ضرورة تكثيف الجهود لاحتواء الموقف ووقف الحرب، ما يضع حدا للمأساة الإنسانية المستمرة، التي يعيشها أهالي قطاع غزة، ويحول دون توسع الصراع وامتداده، مشددا على المخاطر الناجمة عن العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية، وتداعياتها الإنسانية والأمنية.
على مستوى الشارع، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بردود أفعال تصب كلها في الحشد والحشد المضاد، فطالب نشطاء بإلغاء معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، والاستعداد للحرب.
ما أود أن أقوله وأرجو أن تلتزم وسائل الإعلام العربية بنقله هو أن الجندي شهيد الواجب اسمه المقاتل عبد الله رمضان، من فرقة رفح، قوات حرس الحدود بالجيش الثاني الميداني، حيث لا ينبغي أن يظل مجهولا حتى اللحظة. وأنا على يقين أن كثيرين من مقاتلي الجيش المصري وغيره من الجيوش العربية تفور في عروقهم دماء الثأر والانتقام والرغبة في تحقيق حلم العدل وتلبية نداء القدس.
بهذه المناسبة يطيب لي أن أنقل إليكم قصيدتي، حيث استمعت إلى “نداء القدس” فلبيته على طريقتي الخاصة:
نِداءُ الْقُدْسِ
قُدْسُ يَا سُلْطَانَةَ الْأَدْيَانِ وَالْخِصْبِ
وَيَا مَلِكَةً مُتَوَّجَةً مِنَ الْإِلَهِ لِكُلِّ الْكَوْنِ
مَآذِنُ الْأَقْصَى الشَّرِيفِ فِيكِ تَهِلُّ
وَأَجْرَاسُ كَنِيسَةِ يَسُوعَ بِحُزْنِكَ تَقْرَعُ
مَسْكُونَةٌ أَنْتِ فِي كُلِّ بَيْتٍ
يَا وَجَعَ الْحِكَايَاتِ وَكُلِّ الْأَشْعَارِ
أَمْشِي فِي شَوَارِعِكِ الْعَتِيقَةِ وَأَبْكِي
وَدَمْعِي كَالطُّوفَانِ يَسِيلُ مِنْ قَهْرِي
أَرَاكِ مَحْبُوسَةَ الْأَنْفَاسِ تَهْذِي
أَسْمَعُ صَوْتَكِ بِأَسًى يُنَادِي
أَيْنَ الْعُرُوبَةُ وَالْأَقْصَى يَئِنُّ
مِنْ جُنْدٍ يَسْتَبِيحُ سَاحَاتِهِ وَيَقْسُو
مَا أَطْوَلَ غِيَابَنَا يَا أُورْشَلِيمُ
تَبُوحِينَ بِالْحُزْنِ وَالشَّوْقِ وَالْأَلَمِ
تُنَاجِينَا بِاسْمِ الرَّبِّ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ
وَنَحْنُ نَسِيرُ عَلَى دَرْبِ الضَّيَاعِ وَالصَّمْتِ
كَبُرَتْ خَطَايَانَا يَا أُورْشَلِيمُ
فَاحْتَرَقَتِ الْكَلِمَاتُ بِرَمَادِ الظُّلْمِ
وَغَرِقَتْ تَشَاكِيلُ الْحُرُوفِ
وَفَقَدْنَا لُغَةَ الْكَلَامِ
فَكَيْفَ وَبِأَيِّ لُغَةٍ نَعْتَذِرُ؟
جِئْنَاكِ مَعَ تَرَاتِيلِ جَمِيعِ الدِّيَانَاتِ
وَابْتِهَالَاتِ كُلِّ الْأَطْيَافِ نَعْتَذِرُ
نَلْبُسُ ثَوْبَ السَّمَاحِ وَالنَّقَاءِ
لِنُطَهِّرَ أَجْسَادَنَا مِنْ غَفْوَةِ الرُّوحِ
وَنُعَمِّدُ الْعَالَمَ بِالْخَلَاصِ مِنَ الْآثَامِ
فِي سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى وَالنُّورِ
جِئْنَا لِنَنْجُو مِنْ عَالمِ الْمُتَفَرِّقَاتِ وَالتَّنَاقُضَاتِ
فَفِي أَرْوِقَةِ الْقُدْسِ تَنْقَشِعُ صَوْمَعَةُ الظُّلْمِ
يُصْبِحُ لقَبُنَا “السَّلامُ”
نَكْتُبُهُ بِحُرُوفِ كُلِّ الطَّوَائِفِ وَالْمِلَلِ
نلْتَحِفُ أغَصْانَ الْحُرِّيَّةِ
وَنُعَانِقُ شَمْسَ الْأَحْلَامِ
جِئْنَا الْيَوْمَ يا قُدْسُ
نَحْمِلُ رَيَاحِينَ الصَّحْوَةِ
فَأَهْدِنَا حُقُولَاً مِنَ الْغُفْرَانِ
وَهُزِّي لَنَا نَخْلَةَ الْوِجْدَانِ
دَعِينَا نَلْتَمِسُ مِنْ شُرُفَاتِكِ
نَفَحَاتَ نُورِكِ الْإِلَهِيِّ
عَسَانَا نُطَّهِرُ رِجْسَ السِّنِينَ
مِنَ التَّشَرُّدِ وَالْفُرَاقِ وَالْبُعْدِ
يَا مُقلَةَ العَينِينِ جِئْنَا نَعْتَذِرُ
فَضُمِّينَا يَا قُدْسُ تَحْتَ جَنَاحَيْكِ
لَعَلَّنَا نَسْتَفِيقُ مِنْ مَآسِي الْقَدَرِ
وَنَحْيَا بِرَاحَةٍ مَعَ بَقَايَا الزَّمَنِ
وَمِنْ رُكَامِ الضَّلَالِ وَالْقَهْرِ
نَعِيشُ صَحْوَةَ الْيَوْمِ
وَنُنْهِي غَفْلَةَ الْأَمْسِ
نَشْرَبُ نَبِيذَ الْعَدْلِ
نَرْتَشِفُ رَحِيقَ الْفَجْرِ وَنُنَادِي
قُومِي يَا قُدْسُ وَأَبْشِرِي
النُّورُ قَدْ بَانَ فِي الْفَجْرِ
أُسُودُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَدْ هَبُّوا
تُزَعْزِعُ بُطُولَاتُهُمُ أَوْكَارَ الْأَعَادِي
رُوحُهُمُ تَلْمَعُ فِي وَهَجِ السَّمَاءِ
فَأَبْشِري قُدْسًا يَا حَمَامَتِي الْجَرِيحَةِ
لِقَاؤُنَا فِي الْأَقْصَى قَدِ اقْتَرَبَ
وَأَجْرَاسُ الْعَوْدَةِ سَتُقْرَعُ .