خمسية الإخلاف والهجرة: سيدي محمد
{رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ}
وُعدنا -يومَ الترشحِ للمأمورية الأولى- المشويَ وما يكتنف أكله من رفاهية ووفرة ورغد عيش، فما راعنا إلا الجوع والخوف وطوابير الشباب المهاجرين، والإيعاد بالعقوبة وقانون الرموز..
أنجِز الإيعاد بالعقوبة لكل من قال شطر كلمة للقائد الرمز ولو من باب تذكيره بالوعد
وأخلف الوعد بالمشوي والرفاه !!
مدح العرب إخلاف الوعيد، وذموا إخلاف الوعد:
وإني إذا أوعدتُهُ أو وعدتُهُ :: لَمُخلِفُ إيعادي ومنجزُ موعدي
وذلك أن إخلاف الوعيد حِلْم وإحسان، أما إخلاف الوعد فلؤم؛ لأن المخلِف يفسد فرحة الموعود، أو يضيِّع عليه منفعة.
ونحن هنا أمام قاعدة مقلوبة أنجز فيها الوعيد وأخلف الوعد
انصرمت مأمورية التعهد بالمشوي، وعاد المتعهد كأن شئا لم يكن وبراءة الأطفال في عينيه، لييستبدل التعهد بالطموح، وليطل من ذات الجحر الذي لدغنا منه بالتعهد ليلدغنا منه بالطموح !!
«لا يُلدَغُ المؤمنُ من جُحْرٍ واحد مرتين»
استمرار النهج
يُعرّف اينشتاين الغباء بأنه: فعل نفس الشيء مرتين بنفس الأسلوب ونفس الخطوات وانتظار نتائج مختلفة. !!
شهدت البلاد في نهاية هذه المأمورية هجرة غير مسبوقة لعنصر الشباب، ولا يهاجر الشباب وهم في زهرة العمر إلا جراء الإحباط وغياب الأمل
إن استشراء النفاق بين “النخبة” وتكميم الأفواه وجعل أموال الدولة نهبا للدائرة الضيقة للرئيس وبعض الجنرالات، وتدوير المفسدين وصفقات التراضي، واستقالة الدور من دورها والفقر والجهل والمرض، والمحسوبة والزبونية والجهوية وشعور المواطن بالغبن وإحساسه بضعف وغياب أو تغييب الرئيس. أمور تجعل الناس تفقد الأمل.
ومن رأى النساء يتسلقن حائط المكسيك يعرف أن البلاد طاردة
فلم تكن ذات السوار تتسور.
إن بلدا لايزيد سكانه على أربعة ملايين وحباه الله الكثير من الثروات ولا يكاد المواطن يجد فيه قوت يومه فذلك دليل على الظلم والغبن والفساد
إذا هاجر الشباب ومات لكهوله فماذا بقي من البلد ؟!
يروى أن أحد رؤساء بعثة الشرطة الموريتانية في أبوظبي أسرف في إنهاء خدمات أفراد البعثة، فقال له أحد المتكلمين: لين اتم ماشي ذ المشي لا هي تبگ وحدك وعندها ستسمى: رئيس البعثة الموريتانية إلِّ گط عادت هون.
غزواني رئيس دولة بائدة گط عادت ينگالها مورتانِ مات كهولها وهاجر شبابها.
كامل الإحباط